بعد انتهاء الحرب.. سكان غزة معرضون لخطر هذه القنبلة الموقوتة

أسماء صبحي
“إن الوضع الحالي في غزة يشبه ما مرت به أوروبا في أعقاب الحروب الكبرى”. بهذه الكلمات عبّر تشارلز بيرش، رئيس دائرة الأمم المتحدة المعنية بشؤون الألغام في الأراضي الفلسطينية. عن حجم أزمة القنابل غير المنفجرة في القطاع نتيجة الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس.
في حين تسعى الأطراف العربية والدولية للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بهدف توفير بعض الأمان للمدنيين. فإن القنابل غير المنفجرة وآثار الحرب المتراكمة، بما في ذلك حُطام المباني. تشكل أزمة خطيرة للغاية يمكن أن يتضح مداها فقط بعد انتهاء الحرب.
القنابل غير المنفجرة
تعرّف اللجنة الدولية للصليب الأحمر القنابل غير المنفجرة. على أنها آثار حربية تتضمن الأسلحة التي لم تنفجر بعد تفعيلها وبقيت في مكانها بعد انتهاء النزاع المسلح. مثل القنابل والصواريخ والمدافع والقنابل اليدوية. وقد تؤدي إلى مقتل وإصابة آلاف الأشخاص حول العالم سنويًا نتيجة انفجارها.
ويشير بيرش، الذي كان يعمل في غزة حتى أوائل أكتوبر الماضي. إلى أن القطاع ليس به حقول ألغام، ولكن به كميات كبيرة من القنابل غير المنفجرة. والتي قد تستغرق سنوات لإزالتها بأمان، وقد تكلف مليارات الدولارات.
وفريق بيرش في غزة استغرق شهرًا كاملًا لإزالة قنبلة جوية واحدة بشكل آمن خلال الصراعات السابقة بين إسرائيل وحماس. ويقول بيرش إن 10% من القنابل لا تعمل كما هو متوقع. وهذا ما يشكل فيما بعد آثار الحرب التي يمكن أن تنفجر، ومع ذلك، فإن هذه النسبة تختلف حسب نوع السلاح.
ليس معروف بدقة عدد القنابل والأسلحة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي منذ بداية الصراع. ولكن الجيش أكد أنه نفذ أكثر من 30 ألف غارة جوية منذ أوائل أكتوبر الماضي.
قنبلة موقوتة
تعتبر قنابل غير المنفجرة مشكلة خطيرة في غزة نتيجة الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة حماس. حيث يمكن أن تنفجر وتتسبب في إصابة أو قتل الأشخاص الذين يتعاملون معها عن طريق الخطأ. كما يمكن أن تؤثر على البنية التحتية والمنازل والمنشآت الأخرى. مما يعرقل عملية إعادة الإعمار ويزيد من معاناة السكان المحليين.
وتقوم العديد من المنظمات الدولية والمحلية بجهود لإزالة القنابل غير المنفجرة وتطهير المناطق المتضررة. ومن بين هذه المنظمات، تشتهر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجهودها في إزالة القنابل وتوعية السكان المحليين بالمخاطر المتعلقة بها.
ومع أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة بناء المنطقة. ستكون إزالة القنابل غير المنفجرة وإعادة تأهيل البنية التحتية من بين التحديات الرئيسية التي ستواجهها غزة في المستقبل.