حوارات و تقارير

على أبواب موسم الأمطار في مطروح.. تعرف على كيفية تخزين الماء ومقامه العالي

في مثل هذه الأيام من كل عام، ينتظر بدو صحراء مطروح نزول المطر، حيث إنها جرت العادة عندهم شرب مياه الأمطار وبناء الخزانات الأرضية في قلب الصحراء وملؤها بمياه الأمطار، لاستخدامها فى الزراعة والشرب واحتياجاتهم الأخرى.
لكن بعد توصيل مياه نهر النيل إلى محافظة مطروح، وجدنا أن البعض يستخدم مياه النيل في الزراعة والأعمال المنزلية، واستخدام مياه الأمطار للشرب بل وتقديمها للضيف، يقينًا منهم أن مياه الأمطار أنقى وخالية من الشوائب وأي مواد ممكن إضافتها لمياه نهر النيل.

 

الرومان قديمًا كانوا يبنون الآبار لحفظ ماء المطر واستخدامها، لكن بعد أن ردمت لجأ البدوي إلى حفر الآبار بنفسه لحفظ مياه المطر فيه، ولبناء البير أصول لابد من اتباعها، لكي يضمن البدوي سلامة المياه، خاصة أنه يحتفظ بها من العام إلى العام، ويظل يشرب منها هو وأسرته ويستخدمها في الزراعة إلى أن يسقط المطر مرة أخرى في العام الجديد.

والآبار التي تجمع بها ماء المطر عبارة عن خزانات في منحدر الجبال، وفي مجرى السيول لضمان وصول المياه إليها، ويعتلي سطحها صخرة صلبة، وكلما كان سطح البئر أكثر صلابة، لتتمتع اَبار الصخور بثلوجة المياه فالصيف ودفئها في الشتاء.
كما أن البدو في صحراء مطروح يفضلون شُرب مياه الأمطار الموجودة بالبئر عن مياه نهر النيل، اعتقادًا منه أن الآبار آمنة، لأنه يقوم بعمليات النظافة بنفسه.

ففي الصحراء يعتني أهل الصحراء بنظافة البئر قبل نزول المطر، ويتبع بعض التقنيات التي توارثها من الآباء والأجداد، وهي أن البدوي يقوم بسد البئر عند بداية نزول المطر الشديد، لأنه يجرف الشوائب العالقة في المنحدر المؤدي للبئر، فيتجنب نزولها في البئر، وبعدها يفتح سقف الخزان الأرضي فينزل مياه الأمطار إلى البئر، فبذلك تتم عملية ضمان سلامة مياه الأمطار، ومنهم من يضع بعض الشباك الضيقة في معتلى السقف، لضمان عدم نزول أي شيء في البئر.

كما أنه قديمًا كان لا يوجد بديل لبدو الصحراء، سوى الشرب من مياه الأمطار المخزنة بين الجبال وفى وسط الصحراء، وكانوا يبحثون عن الآبار التي كانوا يحفرونها الرومان قديمًا، وردمت بسبب عوامل الجو من هبوب رياح وأتربة، ويقومون بإعادة حفرها وتنظيفها، نظرًا لأنها تتميز بالعمق الشديد، فتكفي احتياجاتهم طوال العام.
وكانوا قديمًا يحكمون سطح البئر وتمحيره بمادة المرمار، والتي كانوا يجمعونها من الصحراء، فهي كانت بديلًا للأسمنت قبل اكتشافه.
يحرص بعض الشباب المحافظة على عادات البدو، ويشرب من مياه المطر إلى الآن، ولكن شباب مدن المحافظة بعدوا قليلًا عن شرب مياه المطر وبدأ يشرب المياه المفلترة.
ويقول العمدة سعيد القناشي من بدو الصحراء، إن هناك باحثين جاءوا إلى النجع الخاص بهم، وأخذوا عينات لإجراء أبحاث في نقاء مياه الآبار وجدوا أنها نقية ولا تحمل أي بكتيريا أو ميكروبات، ولا يضاف إليها أي مواد للحفاظ عليها، فوجدوا أنها تصلح للشرب، ولكن بها عكر وتحتاج فقط إلى فلترة، وهي آمنة على الصحة.
وأشار إلى أن أباءنا وأجدادنا عاشوا عليها منذ آلاف السنين، وكانوا يتمتعون بصحة قوية، مضيفًا: “إذا وجدنا ماء المطر شربناها ونجد بها طعم رائع يروي العطش”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى