اسحاق روحي يكتب: الدكتور الشاعر مصطفي رجب الذي لن يتكرر

أنا أعرف الدكتور مصطفي رجب منذ زمن طويل ولكن لم نتراسل ولم نلتق ولكن هو كان حاضرا في كل جلسه بها أدباء وشعراء كبار وآخر مرة تحدثنا عنه كان مع الشاعر الراحل سعد عبدالرحمن وكنا في معرض القاهرة الدولي للكتاب ولايوجد مرة يأتي أسم الدكتور الشاعر مصطفي رجب إلا ويكون هو فاكهة الحديث فهو علي مستوي الثقافة والأدب هو رمزا للفكر والأدب وعلي المستوي الإنساني هو المادة الخام للإنسان الذي افتقدناه في حياتنا ويبدو أن جيل الدكتور الشاعر مصطفي رجب صهر في بوتقة اسمها الحب فهناك الراحل سعد عبدالرحمن والشاعر الكبير درويش الاسيوطي والشاعر عبد الستار سليم وعزت الطيري وجميل عبد الرحمن والراحل أبو المجد الصايم وكثيرين ممن لا تسعفني بهم الذاكرة فهؤلاء كانوا أمامنا ونضعهم قدوتنا ومثلنا الأعلي في الأدب وفي الحياه

عوده لما حدث بعد الرسالة بساعات قليلة فوجئت بالدكتور الشاعر والناقد الرائع مصطفي رجب يرسل موافقته ويضع تحت تصرف موقع منبر التحرير أعماله المتميزة بل وأرسل لي رقم تليفونه للتواصل
في صباح الجمعة اتصلت به لاشكره فوجدت التليفون خارج الخدمة وتواصلنا بعد الأفطار تليفونيا وبمجرد أن سمعت صوته هرب كل الكلام وظللت اتحدث متهللا بل وغير مركز في الكلمات التي تخرج من فمي فكأنني وقعت علي كنز ولا اعرف كيف اتعامل مع .. صوته هاديء يواجهه صوتي الجهوري المتلجلج رغم ان هذه ليست طبيعتي ولكن فليعذرني الجميع فهناك من كنت أود أن اقابله منذ ربع قرن ودارت الايام وها نحن نتحدث تليفونيا وانتهت المكالمة علي وعد باللقاء حين يحضر للقاهرة .
سوف نقوم بنشر حروف وكلمات الدكتور الشاعر الناقد مصطفي رجب علي صفحات الموقع من الآن وكان لابد أن أعرف المعرف فمؤكد هناك ابناء لنا قد لايعرفون تاريخ الرجل وإن كانوا يعرفونه اسما وشكلا فهو الاستاذ الدكتور بكلية التربية وعميد كلية التربية بسوهاج وبالتالي له آلاف مؤلفة من الطلبة الذين درسوا علي يديه بل له مريدين يعشقون كلماته .
الشاعر الدكتور الناقد  مصطفى رجب ولِد في الثامن عشر من أغسطس عام 1956م في قرية شطورة مركز طهطا بسوهاج ويعد أحد أهم الشعراء والنقاد الذين أثروا الحياة الثقافية والإبداعية في مصر سواء من خلال الندوات والمؤتمرات التي كان يشارك بها مناقشا وباحثا أو من خلال دوره كعضو بهيئة التدريس بكلية التربية بالجامعة وساهم في إعداد أجيال عدة من الكتّاب والباحثين والشعراء.
مصطفي رجب كان رئيس تحرير للمجلة الدورية العلمية الثقافة والتنمية الصادرة عن جمعية الثقافة بسوهاج ويعد أحد رواد الشعر الحلمنتيشي فى مصر وله باع طويل فى هذا المجال وصدر له العديد والعديد من الإصدارات الشعرية والنقدية والثقافية والاجتماعية  من أهمها “حلمنتشيات ابن رجب”  والعولمة ذلك الخطر القادم” “الإعلام التربوي” و”دراسات لغوية وكثير من الاصدارات التي هي نتاج طبيعي للبيت الذي نشأ فيه والمليء بكتب التراث وعلوم التفاسير والحديث والتاريخ
د.مصطفي رجب بدأ كتابة الشعر في الصف الثاني الأعدادي وكان وقتها يحب عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي استمر معه حتي بعد الجامعة وقام بتحضير ماجستير عن الاديب طه حسين وذهب بالفعل وتقابل مع اسرته واطلع علي الخطابات الخاصة التي تحتفظ بها زوجته وابنته.
الدكتور مصطفي رجب ختم القرآن في المرحلة الابتدائية وكان طبيعيا أن يحصل علي المركز الأول في الشعر علي مستوي الجمهورية وهو في الصف الثالث الثانوي.

وهناك تعريف للشعر الحلمنتيشي قاله في برنامج في المساء مع قصواء وقال فيه:الشعر الحلمنتيشي ابتكره شاعر من أصل تركي كان يعيش في مصر ويدعى حسين شفيق وهو من اخترع تلك التسمية في العشرينيات من القرن الماضي وغلبت عليه ولذلك الشعر له قواعد من أهمها الجر بـ الحاء في الأبيات

وأنقل هنا شهادة الشاعر أوفى عبد الله الأنورعن الدكتور مصطفي رجب والتي قال فيها : لم أكن مقدرًا فيما بيني وبين نفسي أن أجد قيمة علمية بحجم مشايخنا في دار العلوم، وعندما قررت البقاء في سوهاج تعرفت على الدكتور مصطفى رجب الذي دعاني إلى لقائه في بيته في المحافظة وجدته بين شباب الشعراء ياسر الزيات وعبد الناصر هلال وكمال عبد الحميد ومحمد العسيري وغيرهم تذكرت كلام الدكتور شوقي ضيف عن الدكتور طه حسين كانت فيه خصلة جميله هي الترحيب بتلاميذه حين يزورونه في منزله وكان إذا رأي في أحدهم ممن يعدون معه رسائلهم العلمية استعدادًا وقدرة على متابعة البحث والنفوذ إلى بعض الآراء الطريفة شجعه وأطراه لزملائه وأساتذته وكان ذلك يدفع تلاميذه إلى مضاعفة جهدهم ودأبهم في البحث وهو جانب مهم في الأساتذة الجامعيين المرموقين هل كان الدكتور شوقي ضيف يصف الدكتور مصطفى لقد رسخ في ذهني ومازال أنه يصف كل عالم جليل ومنهم الدكتور مصطفى.
وأشهد أنه لم يدَّخر وسعًا في خدمة أولئك الشباب بل شجعهم ونشر لهم إبداعاتهم، التحقت بالنادي الثقافي بالحويتي، وكنت مشرفًا ثقافيًا متطوعًا وبدأت النشاط الثقافي الذي شاركني فيه وبقوة الدكتور مصطفى ولم يكن يمر شهر واحد دون احتفالية كبرى فيها ضيوف من رموز الفكر والثقافة بمصر فاروق شوشه د.محمود الربيعي ود.حماسة عبد اللطيف ومحمد جبريل ومحمد مهران السيد وخيري شلبي وغيرهم لقبته بالعلامة وذاع هذا اللقب وأيده الأدباء والمثقفون أنه علامة مضيئة من علامات الفكر الإنساني أطال الله عمره ونفعنا بعلمه.
واختم هذه الكلمات بتفاصيل في حياة الدكتور الرائع الشاعر الناقد المحب للجميع مصطفي رجب بمعلومات عن دوره في الحياة الثقافية المصرية وكيف أنه استطاع ان يجمع بين مسيرة علمية وأدبية طويلة جدا حتي تظن أنه لم يضيع دقيقة واحدة إلا في الدراسة والكتابة وفي ذات الوقت كان يهتم بتلاميذه واحبابه واصدقائه بفرفشته وضحكاته وسخريته وخفة الروح التي لاتتكرر

وها هي المسيرة

الجزء الهام في حياة الدكتور مصطفي رجب بعد سنوات الدراسة في الكلية بدأ بالحصول  على الدبلومه الخاصة في التربية وعلم النفس من كلية التربية بأسيوط أكتوبر 1980م. والماجستير في أصول التربية من كلية التربية بسوهاج – جامعة أسيوط – يونيو 1982م  ثم حصل على درجة الماجستير الأولى فى التربية عن ” فكر طه حسين التربوي ” فى يونيو عام 1984 ، ثم درجة دكتوراه الفلسفة في التربية (تخصص أصول التربية) عن ” الإعلام التربوي ” من كلية التربية بسوهاج جامعة أسيوط فبراير 1985م. ثم واصل كفاحه التعليمي وحصل على الليسانس الممتازة من قسم اللغة العربية بكلية الآداب بسوهاج عام 1987م ، ثم درجة الماجستير في الآداب تخصص لغويات عن ” رؤية لغوية فى أشعار” أمل دنقل ” من كلية الآداب بسوهاج – جامعة أسيوط – أغسطس 1991م ، ثم دكتوراه الفلسفة في الآداب (تخصص أصول الفقه) عن “البحث اللغوي عند علماء أصول الفقه “من قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية الآداب بسوهاج – جامعة جنوب الوادي في سبتمبر 1995م.
عمل الدكتور فور تخرجه معيدا بكليتي التربية بأسيوط ثم سوهاج (1978- 1982)، ثم مدرسا مساعدا بكلية التربية بسوهاج من 30 يونيو 1982حتى 10 سبتمبر 1982 ثم عمل بالمملكة العربية السعودية وعاد إلى نفس الوظيفة حتى فبراير 1985. ثم مدرسا بكلية التربية بسوهاج من فبراير 1985 حتى سنة 1989م ، ثم أستاذ مساعد بكلية التربية بسوهاج من يونيو 1989 حتى 1993، ثم أستاذ التربية الإسلامية بكلية التربية بسوهاج من ديسمبر 1993  ثم مشرفا عاما على برنامج تأهيل معلمي المرحلة الابتدائية للمستوى الجامعي بكلية التربية بسوهاج (1995-2001) ، ثم وكيلا لكلية التربية بسوهاج لشئون الدراسات العليا والبحوث (فبراير 1994 ـ يوليو 1995) ، ثم عميدا لكلية التربية بسوهاج – جامعة جنوب الوادي (يوليو 1995 ـ يوليو 2001) ، ثم رئيسا للجهاز التنفيذي لهيئة محو الأمية وتعليم الكبار بدايةً من 20 يوليو 2011، ثم رئيسا لقسم أصول التربية بكلية التربية جامعة سوهاج من 25 سبتمبر 2013م .
وفي خلال تلك الفترة عمل الدكتور مصطفي رجب محاضراً بكلية إعداد المعلمين بـ أبها بالمملكة العربية السعودية في العام الدراسي 1982-1983م.ثم عمل مساعداً فنياً ثم عميداً لمعهد السلطان قابوس العالي للدراسات الإسلامية بسلطنة عمان في الفترة بين عامي 1989 و1993.وانتدب سنة 1999 رئيساً لقسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية جامعة المنيا.
وعمل خبيراً تربوياً زائراً بمكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض من 1 يناير 2002 إلى ا مارس 2002 ،و عمل أستاذاً زائراً للدراسات العليا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة اليرموك– الأردن من 17 سبتمبر 2002 إلى 1 مارس 2003 ومن 12 سبتمبر 2004 إلى 1 يونيو 2005.
ويمارس الدكتور مصطفي رجب نشاطا علميا وثقافيا واجتماعيا ملحوظا على المستويات المحلية والإقليمية والدولية ، فهو عضو فاعل فى العديد من التجمعات العلمية والثقافية والفكرية والتربوية ومنها :
عضو اللجنة العلمية الدائمة لترقيات الأساتذة والأساتذة المساعدين بالمجلس الأعلى للجامعات في مصر [ تخصص أصول التربية والتخطيط التربوي].من 2008 وحتى الآن وعضو مجلس إدارة صندوق التنمية المحلية بوزارة التنمية المحلية  وعضو مجلس إدارة المركز الإقليمي لتعليم الكبار بسرس الليان ، عضو مجلس إدارة مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس ، وعضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ، وعضو الجمعية المصرية للتربية المقارنة والإدارة التعليمية. وعضو اتحاد كتاب مصر من 1988م وحتى الآن ، ثم نائب رئيس اتحاد كتاب مصر فرع الصعيد – بالانتخاب – اعتبارا من أبريل 2007 ، وعضو المجلس الأعلى للثقافة [ لجنة التربية ] من 10 يناير2001 ، ورئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة من أجل التنمية بسوهاج. ثم مقررا للجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة من 8 ديسمبر 2015 لمدة عامين.
كما أن الدكتور عضو فاعل ومؤثر في الحركة الثقافية والأدبية على مستوى الجمهورية والعالم العربي ، فقد أسهم منذ بواكير حياته في تأسيس العديد من التجمعات الثقافية والأدبية ومنها ، أنه عضو مؤسس لنادي الأدب بمحافظة أسيوط (1974-1980م) ، وعضو مؤسس وعضو مجلس إدارة نادي الأدب بقصر ثقافة سوهاج من (1980 –1988م). ثم رئيس نادي الأدب المركزي بمحافظة سوهاج ، ورئيس نادي الأدب بالجامعة من 1986 وحتى 1999، ورئيس مجلس إدارة مجلة (الرسالة) التي أصدرها النادي.
بالإضافة إلى ذلك فقد ساهم الدكتور مصطفي في تحرير العديد من الصحف والمجلات في المدة من 1974م وحتى الآن بمقالات وقصائد ودراسات داخل مصر وفي العديد من الدول العربية . وترأس وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية والثقافية والإبداعية داخل مصر وخارجها .