كتابنا

صناع الحياة

 

مريم مهران تكتب…

 

لقد اخترت عنوان مقالتى لتكون صُنّاع الحياة، لأن هذه العبارة لها مردود معنوى لكل من يقرأها، لأننى أصف بها من يستحق أن يوصف. إنهم أبطال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.. هم صُنّاع الانتصار العظيم الذى نفخر به جميعًا، انتصار أكتوبر المجيد. هؤلاء الأبطال هم من صنعوا حياتنا الجديدة بحق، بتضحياتهم ليهبوها لنا الحياة. هم فعلاً صُنّاع الحياة، مهما سرد المؤرخون والكتّاب من بطولات وتضحيات قاموا بها فلن نوفيهم حقهم. هم من أعادوا الكرامة واستردوا الأرض من المحتل. كم أنا فخورة بهذا النصر وسعيدة بأن نحتفل به كل عام.

 

إنه اليوم المشهود الذى أعاد للأمة العربية مكانتها بين الأمم والشعوب.. كان الوطن فى مرحلة انكسار بعد نكسة ١٩٦٧، ولكن بسواعد أبنائه الأوفياء عادت لمصر الحبيبة شمسُها الذهبُ، وجاء القمر ليضيء الليل المُظلم، وظهرت النجوم بأبهى ثيابها لتتلألأ فى سماء أرض سيناء الغالية، فرحة بالانتصار العظيم الذى حققته قواتنا المسلحة الباسلة التى دائماً هى درعنا الواقى وذراعنا الطولى لكل مُعتدٍ أثيم.

 

نعم أنا مصرية وأفتخر بعروبتى، لأننى أشعر بأن ما قدمه آباؤنا وأجدادنا أبطال الانتصار ملحمة بمعناها الحقيقي. لقد عبروا قناة السويس المانع المائى الصعب، وحطّموا حصون خط بارليف المنيع، وهزموا عدوًا مُعتديًا متغطرسًا لم يكن يتوقع أنه سيُهزم من خير أجناد الأرض.

 

إنهم المصريون أحفاد أحمس ومينا وعمر مكرم وأحمد عرابى ومصطفى كامل وسعد زغلول وجمال عبدالناصر وأنور السادات.. لقد حطّموا أسطورة الجيش الذى لا يُقهر فى زمن قياسى لا يتعدى ٦ ساعات، في انتصار أذهل العالم أجمع. كل هذا بفضل الله عز وجل والقيادة السياسية والعسكرية، التى خططت وأهّلت ودرّبت لكى تعود الأرض الغالية التى احتلتها اسرائيل .. تحية إجلال وتقدير للأبطال قدوتنا وقدوة الأجيال القادمة.. تحية لكل شهيد ارتوت أرض سيناء بدمائه الطاهرة.. تحية إجلال وتقدير لكل أبطالنا الذين أعادوا الابتسامة إلى وجوه المصريين حتى نستطيع أن نُكمل المسيرة، ونبني وطننا الغالى الحبيب، ليكون فى مقدمة الأمم.

 

ولا أنسى أن أقدم التحية والإجلال والتقدير لأبطالنا الذين يحاربون الإرهاب الغاشم على أرض سيناء الطاهرة. وأقول لهم: أكملوا مسيرة الآباء والأجداد. إنكم فى قلوبنا وأمام أعيُنِنا تُضيئون الطريق .. دعواتنا لكم بأن يحميكم المولى عز وجل ويسدد خطاكم فى دحر قوى الشر خوارج هذا العصر.. أنتم امتداد طبيعى لأمّة مصطفاة.. أنتم بحق “صُنّاع الحياة”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى