كتابنا

نواف الزرو يكتب: الاقتحامات للاقصى كأداة لسيطرة الاحتلال على الحرم والقدس…!

نواف الزرو يكتب: الاقتحامات للاقصى كأداة لسيطرة الاحتلال على الحرم والقدس…!

في المشهد الفلسطيني المتصل، تتصاعد الاعتداءات والجرائم التي تقوم بها عصابات المستعمرين الإرهابيين اليهود في أنحاء الضفة الغربية ضد الوجود والصمود العربي الفلسطيني عمومًا، وضد الأماكن المقدسة والمعابد والكنائس والمساجد على نحو خاص، ففي أحدث وأقرب الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها تلك العصابات، يقوم المستوطنون بموجات من الهجمات المبيتة المنهجية على مختلف المواقع الفلسطينية في انحاء الضفة وفي المدينة المقدسة على نحو مركز، وفي هذه السياق يشن المستوطنون غارات ومداهمات يومية على الحرم والاقصى بحجة الشعائر الدينيّة وحقوق الإنسان كأدواتٍ لسيطرة الاحتلال على الحرم وعلى القدس، فقد جاء في ورقة بحثيّة نشرت في مجلة “دراسات الاستعمار الاستيطانيّ”، للباحثة “رشيل فيلدمان”، بتاريخ 28 آذار 2018: “منذ العام 2010، هنالك إقبالٌ متزايدٌ في المجتمع الصهيونيّ لاقتحام المسجد الأقصى، باعتباره “حجّاً أو صعوداً إلى جبل الهيكل”، من خلال جولاتٍ دينيّةٍ ينفّذ فيها المقتحمون مهام دولة [العدوّ] بالوكالة، وتعدّ هذه الجولات أداةً من أدوات سيطرة الاحتلال، يتمّ من خلالها تمرير خطابٍ جديدٍ، استعماريِّ في جوهره، ومغلّفٍ بقشرةٍ من خطاب حقوق الإنسان والحريّات الدينيّة، تلتقي فيه المعتقدات الدينيّة اليهوديّة بالأيديولوجيات العلمانيّة الليبراليّة، واليوم، أصبحت هذه الاقتحامات طقساً من طقوس الاستعمار العلمانيّ، تؤدّيه الجماعات الدينيّة اليهوديّة بالنيابة عن الدولة الصهيونيّة، وتعمل في ذات الوقت بشكلٍ استراتيجيٍّ على قلب العلاقة ما بين المستوطنين وأهل البلاد من خلال إظهار ذاتهم كضحايا ومسلوبي الحقوق”.
إذن هذه هي الحقيقة الساطعة في المشهد المقدسي: اقتحامات المسجد الأقصى بحجة الشعائر الدينيّة وحقوق الإنسان كأدواتٍ لسيطرة الاحتلال على الحرم وعلى القدس…في ظل غياب مرعب للدور والردع العربي والاممي…؟!
يلومني بعض الاصدقاء على تكرار تساؤلاتي عن دور العرب، فأقول: نعم سوف اتساءل واعتب وألوم وأحملهم مسؤولية تاريخية واخلاقية، واعود واكرر:
أين العرب والمسلمون اذن من كل هذه الجرائم الصهيونية…؟.
ولماذا لا يتحركون على نحو جدي وحقيقي وعروبي مسؤول…؟.
ألا تعنيهم فلسطين والمقدسات إلى هذا الحد…؟.
ألا يدركون أن خطر بني صهيون هؤلاء المنفلتون الذين يعيثون فسادًا وتخريبًا في الجسم العربي الفلسطيني على مدار الساعة، لن تقف حدودهم عند فلسطين، وإنما إن اشتد عودهم أكثر فأكثر لسوف يتمددون إلى المحيط العربي…؟!

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى