حوارات و تقارير

رمضان في تونس: رحلة روحانية عبر التقاليد والأجواء الإيمانية

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتلألأ الأجواء بأنوار الإيمان وتفوح منها رائحة الرحمة والغفران. وتتحرر النفوس من قيودها، في هذا الشهر الذي يجتمع فيه المسلمون من كل أرجاء العالم للاحتفال به. وتبرز تونس بخصوصيتها التي تتجلى في الأجواء الروحية والتقاليد العريقة التي تناقلتها الأجيال عبر الزمان.

الأجواء الروحية والتقاليد بتونس

مع بزوغ فجر رمضان، تكتسي الشوارع التونسية. وبالأخص في المدينة القديمة، بزينة الفوانيس والزخارف النورانية ابتهاجًا بقدوم الشهر الفضيل. وتستعد المساجد لاستقبال المؤمنين الذين يتوقون لأداء صلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم. والاستماع إلى الخطب التي تبث روح الإسلام السمحة المبنية على الاعتدال والتسامح.

وفي هذا الصدد تحدث عدد من المواطنين عن الطقوس الرمضانية التونسية. حيث أفادت السيدة ضحى الطليق بأن الأسر التونسية تعتز بتقليد التزاور في رمضان. حيث تجتمع العائلات حول موائد الإفطار التي تزخر بألذ الأطباق التونسية مثل البريك والكسكسي وشوربة الفريك، في جو يعمه السرور والمحبة. مضفيًا جمالًا مميزًا على الشهر الفضيل.

وأكدت على أن الاحتفالات قد تختلف من منطقة لأخرى، لكن العادات الجوهرية تبقى متأصلة في قلب الثقافة التونسية، مشيرة إلى أن من الطقوس الأساسية في رمضان لدى النساء التونسيات هو اقتناء أواني مائدة جديدة تكريمًا للشهر العظيم.

وذكرت أن موائد رمضان لا تكتمل إلا بوجود البريكة، وتستمر الحلويات التقليدية مثل البيسيسة وأذنين القاضي في تزيين البيوت التونسية، وأضافت أن لجزيرة جربة تقاليدها الفريدة التي تتمثل في استضافة الأطفال الصائمين لأول مرة في الإفطار، وتوزيع الهدايا عليهم كتشجيع لهم على الصيام.

الأجواء الروحانية العميقة

وأشارت إلى أن من التقاليد التونسية أيضًا إقامة حفلات الخطوبة في رمضان، لما لها من معنى مبارك في هذا الشهر الكريم.

من ناحيته، تحدث السيد محمد المهدي عن رمضان كشهر للعطاء والتواصل والعفو، مؤكدًا أن الزيارات العائلية تستمر خلال الشهر على الرغم من مشاغل الحياة.

وأضاف أن صلاة التراويح، التي كانت في السابق مقتصرة على الرجال، أصبحت الآن تشهد حضورًا متزايدًا للنساء في المساجد، مستمتعين بالأجواء الروحانية العميقة.

وأكد المهدي أن المساجد في تونس تتزين بأبهى حلة في رمضان وتفتح أبوابها للمصلين، مع تلاوة القرآن الكريم التي لا تتوقف طوال الشهر، مشيرًا إلى أن الصلاة في ليلة الـ27 من رمضان في مسجد عقبة بن نافع بالقيروان، أول مدينة إسلامية في تونس، لها مكانة خاصة.

وأشار إلى أن من العادات الشبابية في رمضان هي لعب كرة القدم في الشوارع قبل الإفطار، وبعدها يتجهون إلى المقاهي لقضاء الأمسيات الرمضانية.

وفي الختام، يبقى رمضان في تونس الخضراء موسمًا روحيًا ينبض بالحياة، يدعو إلى التأمل والتفكير، ويعزز روابط المودة والتكافل بين أفراد المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى