بور سودان: ميناء الأحلام وملتقى الحضارات عبر التاريخ
تمتاز مدينة بور سودان بموقعها الاستراتيجي على الشريط الغربي للبحر الأحمر، حيث نشأت وتوسعت على ضفاف الميناء الطبيعي المعروف سابقًا بمرسى الشيخ برغوت. تقع المدينة في منطقة السهل الساحلي الذي يمتد بموازاة البحر الأحمر، وتحده من الغرب تلال البحر الأحمر الشاهقة التي تزيد ارتفاعاتها عن 2000 متر.
موقع مدينة بور سودان
تتميز المدينة بتضاريسها المنحدرة تدريجيًا من الغرب نحو الشرق، وتتكون أرضيتها من الصخور الكورالية. تنحدر المياه من التلال إلى الساحل عبر مجارٍ مائية، أبرزها خور موج وخور كلاب، اللذان يسهمان في تصريف مياه الأمطار من التلال، وتغطي هذه المجاري مساحات واسعة من المدينة.
يتألف الميناء من خليج طبيعي يمتد لستة كيلومترات وعرضه 250 مترًا، يفصل الجزء الشرقي للمدينة عن القسم الغربي، في حين يقسم خور موج الجزء الغربي عن الجنوبي. تأسست بور سودان لتؤدي دورًا أساسيًا، مستفيدةً من مزاياها الطبيعية الفريدة.
يتمتع هذا الجزء من السودان بمناخ مميز يتسم بالأمطار الوفيرة في الشتاء ودرجات الحرارة العالية المصحوبة بالرطوبة خلال الصيف.
تعد بور سودان الميناء الرئيسي للسودان حاليًا، حيث تصدّر عبره القطن والمحاصيل الزراعية والحيوانات من مختلف مناطق الإنتاج، وتستقبل الواردات من البضائع والسلع والآلات والمستلزمات الأساسية الأخرى، ومن ثم يتم توزيعها على مختلف أنحاء البلاد. ونتيجة لذلك، ترتبط بور سودان بشبكة السكك الحديدية التي تصل إلى الميناء، مما يربط مناطق الإنتاج والنشاط الاقتصادي بالإقليم السوداني الأوسع.
أسست بور سودان في عهد الاستعمار كميناء بديل لسواكن، وتم تخطيطها وتطويرها لتصبح مركزًا حضريًا متميزًا. تتفرد المدينة بطابعها الذي يجمع بين التصميم العصري والاسم الأجنبي، بينما تحمل المدن السودانية الأخرى أسماء تعكس تاريخ البلاد وأحداثها.
تم اختيار الموقع في عام 1905 ليكون ميناءً جديدًا، وتم ربطه بالخط الحديدي من عطبرة في عام 1906، وشيّدت الأحواض في الميناء واكتملت في عام 1909، حيث افتتحت رسميًا بواسطة خديوي مصر في ذلك الوقت.