تاريخ ومزارات

في ضوء القرآن والسنة.. كيف ثبتت براءة السيدة عائشة من حادثة الإفك؟

 

تعتبر حادثة الإفك وبراءة السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها من الأحداث التاريخية والشريفة التي تبرز قيم العدالة والصبر والإيمان في الإسلام. تعَد هذه الحادثة أحد الأحداث الهامة التي شهدتها السيرة النبوية. حيث تعرضت السيدة عائشة لاتهامات كاذبة بالزنا، وهي زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

تتميز قصة براءة السيدة عائشة بنت أبي بكر بالتحدي والثبات في وجه الظلم والزور.حيث ظلت مظلومة ولكنها تمسكت بالحق وثبتت براءتها من الافتراءات بفضل الله تعالى. تعد هذه القصة مصدر إلهام وتشجيع للمسلمين على الثبات في وجه الابتلاءات والأزمات، وتعلمهم أهمية الثقة بالله والاعتزاز بالقيم الإسلامية.

من خلال هذا المقال، سنقوم بتسليط الضوء على حادثة الإفك وكيفية تعامل النبي محمد صلى الله عليه وسلم معها، بالإضافة إلى براءة السيدة عائشة من هذه الاتهامات الباطلة وثباتها في وجه الشائعات والزور. سنقدم أيضًا دروسًا وعبرًا يمكن استخلاصها من هذه القصة العظيمة.وكيف يمكن للإيمان والصبر أن يكونا السبيل لتجاوز الابتلاءات وتحقيق النجاح في الدنيا والآخرة.

في أحدى الأيام، شعرت السيدة عائشة رضي الله عنها بالمرض الذي جعلها تعاني، دون أن تعلم بعد بما قيل عنها من الشائعات والافتراءات. ومع ذلك، لاحظت فجوة غريبة من الرسول صلى الله عليه وسلم. الذي كان يأتي لتعزيتها عندما تمرض، ولكن هذه المرة لم يكن كذلك. بمجرد أن شعرت بالجفاء منه. طلبت السيدة عائشة الإذن من الرسول صلى الله عليه وسلم للذهاب لزيارة والدتها لتعتني بها.

حادثة الإفك

عندما وصلت إلى والدتها، علمت السيدة عائشة بحديث الإفك، فانهمرت دموعها وكأن كبدها سيتصدع. وبينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب في الناس. خرج بكلمات مؤثرة تنبعث من قلبه، يشكو آلامه من تعرض أهله للإهانة والبهتان. ثم ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى منزل عائشة ليبدأ الحديث الأول بعد الحادثة. معربا عن تحمله لواجب الإعلان عن الحقيقة وتقديم الدعم لزوجته. لكن ردة فعل السيدة عائشة كانت غير متوقعة، فهي رفضت التوبة، مؤكدة براءتها بقوة وثبات.

 

نزول  الوحي على الرسول

ولم يكتفِ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، بل بقي متأملا في موقفه حتى ينزل عليه الوحي. فما كان منه إلا الجلوس بتواضع والانتظار، حتى نزل عليه الوحي المطمئن: “أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك”. رفع الرسول صلى الله عليه وسلم الحمد والشكر لله، وسط أجواء من السكينة والطمأنينة.

براءة السيدة عائشة

وقرأ الرسول صلى الله عليه وسلم على الناس براءة السيدة عائشة من حادثة الإفك كما أنزلها الله تعالى في سورة النور، “إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ (12) لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) .. صدق الله العظيم.

هكذا تبرأت السيدة عائشة من حادثة الإفك. وتجلى عظمة توكل النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة رضي الله عنها على الله تعالى، وبينت صبرهما واحتسابهما في مواجهة التحديات التي تواجههما في طريق الحقيقة والعدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى