تعرف على “الملكة تينهينان” ملكة قبائل الطوارق.. وهذا السبب الحقيقي وراء اللثام
أميرة جادو
حكمت “الملكة تينهينان” قبائل الطوارق، في القرن الخامس الميلادي، وعرفت بالجمال والحكمة والذكاء الحاد وهو ما جعلها تصل إلى الحكم بسرعة وذلك بفضل بقدراتها الخارقة وإمكانياتها الجبارة التي ساعدتها في الدفاع عن شعبها وأرضها ضد الغزاة، مما جعل الصفات النبيلة في قبيلة “الطوارق” تنتقل بين النساء وليس الرجال مثل بقية الشعوب،
الملكة تين هينان “ناصبة الخيام”
تعتبر “الملكة تينهينان” هي الأم الروحية والزعيم الملهمة لقبائل “صنهاجة اللثامية” في الصحراء الكبرى.
ويرجع اسم “تين هينان” إلى لهجة “التماهاك” القديمة ويعني ناصبة الخيام، كما اشتهرت بالسفر والترحال خرجت من منطقة تافيلالت الموجودة جنوب شرق المغرب الأقصى، بعد تعرضها للعديد من المضايقات من الأسرة الحاكمة بها مما اضطرها للانتقال في مجموعة من الجنود بصحبة أختها “تاكامات” إلى ضواحي تمنراست.
بعد ءهابها من تافيلالت، بقيت لمظة طويلة في الصحراء حتى نفذ الماء والغذاء الموجود معها هي ومن رافقها من الجنود، حتى كادوا أن يهلكوا من نقص الطعام والجوع.
ووفقاً لما ذكره “المؤرخون”، فأن أختها تاكمات وجدت مجموعة من النمل تحمل حبات القمح مما لفت انتباهها وأشارت على “تينهينان” بالسير عكس اتجاه النمل وبالفعل وصلوا إلى أهقار حتى وجدت الماء والأكل فاستقرت هناك وأسست مملكتها، والتي ينحدر منها الكثير من “قبائل الطوارق” الموجودة في الوقت الحالي بالجزائر وليبيا و بوركينا فاسو والنيجر ومالي وتشاد.
كما اشتهرت “الملكة تينهنان” بالحكمة والذكاء مما سهل عليها الوصول إلى الحكم فقد كانت تتمتع بقدرات خارقة وإمكانيات جبارة.
السبب الحقيقي وراء لثام الطوارق
والجدير بالإشارة أن الشكل للثام الذي يتمسك به جميع “الطوارق” يرجع إلى “أهقار” ابن الملكة تينهينان ، وجاءت بداية القصة إلى خروج أهقار قائد للجيش بهدف الغزو إلا أنه هرب بجيشه من أرض المعركة وفي طريق عودته لام نفسه بسبب ما فعله ورأى أنه لا يليق بقائد للجيش وهو ما جعله في حالة خذي من فعلته وظل أهقار لمدة شهر كامل مرابطًا على أطراف المدينة ومعه الجيش لا يستطيع العودة خوفًا من اللوم والعار الذي سيلحق به.
وبعد مرور شهر كامل نفذ ما معهم من خزين ومؤن مما اضطرهم إلى العودة إلى الديار، فغطى “أهقار” وجهه بسبب خجله الشديد من مواجهة قومه ثم قام بقية الجيش بتغطية وجوههم مثل قائدهم، وصار من بعدها الشكل المميز للطوارق هو اللثام وتغطية الوجه.
قبر الملكة تينهينان
ومن الجدير بالذكر أنه تم اكتشاف قبر الملكة “تينهينان” بالقرب من بلدية “أبلسة” بولاية تمنراست في عام 1925م من خلال بعثة حفريات فرنسية أمريكية، وتم نقله بعدها إلى “متحف باردو” بالعاصمة الجزائر، وقد تم إنشاء ضريح للملكة تينهينان في ضواحي بلدية أبلسة تم تسميته بـ “اباليسيا” وقام النحاتون بنحت 13 معلم جنائزي حول الضريح الذي ينقسم إلى 11 غرفة، كما عثر بجانب الهيكل الخاص بـ “تينهينان” العديد من التحف الثمينة والنادرة وكذلك المجوهرات وكلها موجودة في متحف بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.