قبائل و عائلات

قبائل الموسى.. من النشأة إلى القيادة السياسية فى بوركينا فاسو

شيماء طه

تعد قبائل الموسى ويشار إليها أحيانا بإمبراطورية موسى الإفريقية، المعروفة أيضًا باسم (Mossi)، تعد واحدة من أكبر المجموعات العرقية في غرب إفريقيا، خاصة في دولة بوركينا فاسو. يعود تاريخ هذه القبائل إلى القرن الخامس عشر عندما قامت بتأسيس ممالك قوية في منطقة السافانا الأفريقية.

الأصل والنشأة

وفقاً لإحدى الروايات الشفهية تعود أصول قبائل موسى إلى أميرة “مامبروسية” هاجرت من مدينة”غامباغا” جراء خلاف نشب بينها وبين والدها ، يعود تاريخ هذا الحدث وفق عدة روايات تاريخية شفهية مختلفة إلى فترة تقع بين القرن الحادى عشر والقرن الخامس عشر وفقاً للقصة .

تتوالى الأحداث وتتزوج الأميرة من صياد فيلة يدعى “ريالى” وأنجبا أبناً أطلقا عليه اسم ” أويدراوغو” وعندما بلغ سن ال١٥ ، سافر إلى جده الذى منحه ٤ أحصنة و٥٠ بقرة وعدداً من خيالة “داغومبا” ليلتحقوا بجيشه ، ومع إمتلاك ” أويداراغو” الجيش إستطاع غزو قبائل “بوسانسى” ثم تزوج وأنجب ٣ أبناء وبنى مدينة “تنكودوغو” كان أبنه الأكبر “ديابا لو مبو” هو من أسس مدينة ” فادانغورما” أما ابنه الثانى فأصبح حاكم محافظة “زوندوما” وثالث أبنائه ويدعى ” زونغرانا” فأصبح حاكم “تنكودوغو” بعدما توفى الأب (أويدراوغو) .

تزوج الأبن الثالث “زونغرافا” من إمرأه أرسلها زعيم قبيلة “نينيسى ” مما أدى لحدوث تزاوج أقارب بين “داغومبا وبوسانس” . أنجب “زونغرافا” أبناً أسمه أويرى ، وهو الذى وسع المملكة عبر إحتلال قبيلة”نينيسى” وبعض قبائل “غورونس” .

حكم “أويرى” منذ نحو العام ١٠٥٠ وحتى عام ١٠٩٠ ميلادياً وغالباً ما يعتبر مؤسس سلالة “واغادوغوا” التى حكمت عاصمة “بوركينا فاسو” المسماة بإسمها وهى ” واغادوغو” .

الهيكل السياسى والإجتماعى

قبائل الموسى كانت تُدار تقليديًا عبر نظام ملكي، حيث كان الملك يعرف باسم “مورو-ناابا” ويعتبر شخصية مقدسة، والسلطة تنتقل عبر سلالات محددة، ويكون الملك محاطًا بمجلس من المستشارين وكبار العائلات ، والمجتمع الموسي يتميز بتقسيم طبقي حيث توجد طبقة النبلاء، والمزارعين، والعمال الحرفيين، لكل طبقة دورها الاجتماعي المهم.

الديانة والمعتقدات

الروحانية: قبائل الموسى تؤمن بالروحانية التقليدية، حيث تلعب الأرواح والأسلاف دورًا مهمًا في الحياة اليومية، وتُقام الطقوس لطلب بركات الأسلاف وحمايتهم .ورغم إنتشار الإسلام والمسيحية فى بعض المناطق، إلا أن العديد من الموسى ما زالوا يحتفظون بمعتقداتهم الروحية التقليدية.

العادات والتقاليد

لغة المورى : هى جزء من اللغات الجرمانية المنتشرة فى غرب إفريقيا وهى اللغة الرسمية التى يتحدث بها أفراد قبائل الموسى . ويعتمد إقتصاد قبائل الموسى بشكل كبير على الزراعة ، إذ إنهم يزرعون الذرة والدخن والفول السودانى ، فهو مجتمع زراعى ويعمل بشكل جماعى ويعتبر التعاون بين أفراد المجتمع أمراً أساسياً لضمان حصاد جيد .

أما عن تقاليد الزواج فغالباً ما يتم ترتيبه بين العائلات ، ويكون للزواج دور محورى فى توطيد العلاقات بين الأسر ويتم الإحتفال به عبر طقوس تشمل تقديم الهدايا والمهر ، والأسرة فى المجتمع الموسى لا تقتصر على الأبوين والأبناء ، بل تشمل العائلات الكبيرة التى تضم الأجداد ، والعمات ، والأعمام ، وأبناء العم .

مهرجان العرش : واحد من أهم الإحتفالات لديهم وهو الذى يتم فيه تنصيب الملك الجديد او الإحتفال بذكرى تنصيبه ، ويتضمن طقوس تقليدية مثل الرقصات والأغانى والموسيقى ، وأشهر الرقصات ( دودو ودجيدجى) .

هذه التقاليد والعادات تعكس تراثًا طويلًا غنيًا بالتنوع الثقافي والديني، وتظل حتى اليوم جزءًا من هوية الموسى.وتلعب دورًا محوريًا في الحياة السياسية والثقافية لبوركينا فاسو، حيث تظل تقاليدها وأعرافها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى