د عبدالله بن محمد الشيخ يكتب :إنه الله جل جلاله
انه الله جل جلاله وتقدست اسماؤوه وتعالت صفاته انه الله وليس لنا رب سواه ولا معبود غيره يقول الله عز وجل في الحديث القدسي الذي يرويه سيدنا ونبينا وقدوتنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل يقول الله تعالى : (يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا؛ فلا تظالموا. يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم. يا عبادي، كلكم جائعٌ إلا من أطعمته، فاستطعموني أُطعمكم. يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسوني أَكْسُكم. يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا.
يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم، ما نقص [ذلك] من ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ واحد فسألوني، فأعطيت كل واحدٍ مسألته – ما نقص ذلك مـما عندي إلا كما ينقص الـمخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي، إنـما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه))؛ رواه مسلم. أقول وبالله التوفيق هذا حديث عظيم من الاحاديث القدسية التي تُعلق قلوب العباد بخالقها ومولاها سبحانه وتعالى وقد ابتدأه الله عز وجل ببيان حرمة الظلم وكون عاقبته وخيمة على صاحبه ثم استعراض لمسيرة الانسان في هذه الدنيا وأنه بأمس الحاجة لتعلقه بربه وخالقه ومولاه في سائر أموره في أكله وشربه ومعاشه وكسائه وانه ينبغي للعبد ان يلجأ الى الله تعالى عند وقوعه في مصيبة المعصيبة وكلنا ذاك العبد الخطاء فعلينا أن نفر إلى الله تعالى لا منه نفر الى رحمته التي وسعت كل شىء ونتذكر بانه يغفر الذنوب جميعا بل من واسع رحمته انه يبدل السيئات حسنات بمنه وفضله وجوده وعلينا ان نتذكر دائما بان الله هو الغني وحده ونحن الفقراء اليه سبحانه وان كل مانصنعه انما هو لانفسنا وهو لن ينفع الله عز وجل او يضره سبحانه وتعالى وان ملك الله عز وجل لايزيد فيه احد ولاينقص منه احد وهو مالك الملك يُعطي الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء هو الغني سبحانه خزائنه ملأى لاتغيضها نفقة ولا تنقص منها اعطية فلو ان الخلق جنهم وانسهم اجتمعوا فسالوه سبحانه مسالتهم فاعطى كل واحد من هؤلاء جميعا مسالته مانقص ذلك من ملك الله شيئا وإنما ذكر هنا المخيط على سبيل التقريب للاذهان والا فمهما كان العطاء فهو ما ينقص من ملكه شيئاً سبحانه وتعالى فلما نحن بعد هذا كله نترك سؤال هذا الغني سبحانه من بيده ملكوت السموات والارض من امره بين الكاف والنون ونذهب لسؤال فلان ورجاء علان اي ظلم لانفسنا هذا الذي نصنعه والامر كما صوره القائل لا تسألن بُنيَّ آدم حاجةً و سل الذي أبوابه لا تُحجبُ الله يغضبُ إن تركت سؤاله و بُنَيَّ آدم حينَ يُسألُ يغضب ثم هاهي خاتمة المطاف وخلاصة هذه الحياة وفلسفتها كما يُقال ياعبادي انما هي اعمالكم فانت ايها العبد من اعطاك الله الفطرة السليمة والعقل الصحيح الذي تفرق به بين الحق والباطل ثم اعطاك الارادة والقدرة على الفعل والترك وبعد هذا ارسل اليك افضل رسله وخاتمهم سيدنا ونبينا وقدوتنا محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه وانزل عليه افضل كتبه الا وهو القرآن الكريم فكانت هذه البعثة نور على نور وكانت طريقه صلوات ربي وسلامه عليه هي وحدها الطريق الموصلة الى جنة عرضها السماوات والارض اذا هذه هي المعادلة المنطقية وهذه هي الصورة الحقيقية الدنيا دار ابتلاء واختبار وهي مزرعة الاخرة فانت تزرع هنا لتحصد هناك هذه الاعمال التي تقوم بها يرصدها ملكان عن اليمين وعن الشمال قعيد ثم يُخرج لها هذا الكتاب يوم القيامة سجلاً منشوراً لتقوم انت بنفسك بقراءته اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا فمن وجد خيراً فليحمد الله تعالى الذي وفقه واعانه على فعل هذا الخير وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله فالفضل والمنة له اولاً وآخراً وكانت المنزلة دار الرضوان دار بناها الرحمن سبحانه وتعالى لبنة من ذهب ولبنك من فضة ترابها المسك فيها مالا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من النعيم نسال الله لنا ولوالدينا ولمحبينا ان نكون من اهل الفردوس الاعلى من الجنان ومن وجد غير ذلك اي من الشر والسوء والعياذ بالله فلا يلومن الا نفسه وهو كما يقال يداك اوكتا وفوك نفخ وهنا منزلة جهنم والعياذ بالله من حرها وسمومها ونعوذ بالله ان نكون من اهلها فهذا هو ملخص رحلة هذه الحياة الدنيا وهذه فلسفتها تضمنها هذا الحديث القدسي العظيم فهلا راجعنا انفسنا وعدنا الى ربنا عودا حميدا وتداركنا انفسنا طالما اننا في زمن الامهال والتدارك نرجو ذلك ولنتذكر بان لنا رباً رحيماً يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل ورحمته وسعت كل شىء ارحم بعباده من الوالدة بولدها فهلا اقبلنا على هذه الرحمة وانطرحنا بين يدي خالقنا ومولانا اللهم ردنا اليك رداً جميلاً.