كيف تغلب المصريين القدماء على برد الشتاء؟.. ولماذا لم تظهر رسوم للملابس الشتوية على جدران المعابد
أميرة جادو
في ظل انخفاض درجات الحرارة، نجد أن المصري القديم قد برع في صناعة المنسوجات والملابس منذ قديم الأزل، وظهر اهتمامه بنفسه في التصميمات المختلفة والمتنوعة التي ابتكرها، سواء كانت ملابس أو مجوهرات أو مستحضرات تجميل وغيرها.
تصميم الملابس لجميع الطبقات
وفي هذا الإطار، كشف الدكتور “عبد الرحيم ريحان”، الخبير الأثري، إن الكتان كان مفضلاً لدى القدماء ومناسبًا لجميع الطبقات الأجتماعية، لذلك وبفضل مهارتهم فيه وصلت لنا نماذج كتيرة لنا. رغم مرور آلاف السنين، حيث احتفظت ملابس الكتان بقيمتها.
ملابس النساء
أما عن الملابس المرأة عند المصريين القدماء، قال “ريحان”، أنه من المعتاد في البداية كانت ملابس طويلة محبوكة على الجسم تبرز مفاتنها وكان تحمله حمالتان فوق الأكتاف بسيط. أما موضة الملابس فقد كانت وقتها للحمالات سواء حمالة واحدة أو رفيعة. أو سمكية وهكذا.
كما تابع “ريحان”، أما النوع الثاني فكان ثوبًا واسعًا ذو ثنيات طويلة تلفه المرأة حول جسدها وذو فتحة صدرية علي شكل رقم سبعة. علاوة على أن بعضه كان بأكمام والبعض من غير أكمام والبعض بكم واحد فقط. وقد ابتكرت المرأة فن تزيين الملابس سواء برسوم أوبحبات خرز. كان في العادة ارتداء ثوب أبيض فوق الثوب الأساسي محبوكًا على الجسد من الكتان الشفاف.
ويجدر الإشارة إلى أن “الملكة نفرتاري” زوجة رمسيس الثاني. ظهرت في بعض المشاهد مرتدية معطفًا طويلاً أبيض اللون فوق ثوبها.
ملابس الرجال
وأضاف “ريحان”، أما ملابس الرجال فهو الزي التقليدي علي مر العصور ما يطلق عليه اسم “النقبة”. وهي عبارة عن مئزر قصير تمتد أسفل الركبة أحيانًا وتثبت عند منطقة الوسط بوشاح يشبه الحزام. ومع التطور اصبحت بثنيات.
ملابس العمال
أما بالنسبة لملابس العمال في مصر القديمة، أوضح “ريحان”، أنهم كانوا يرتدون سروال اسمه “مس” ونقبة قصيرة تعرف بـ “روجو”. وبالنسبة للرؤساء فيلبس نقبة طويلة أو شال طويل يطلق عليه اسم”دابو”. وبالنسبة للزي الملكي فهو يعتبر أثمن الملابس ومزينة بالتطريز سواء ملونة أو مذهبة. والكهنة كانت ملابسهم عبارة عن رداء من جلد الفهد يلفه حول جسمه.
ملابس الأطفال
وأردف “ريحان”، أن ملابس الاطفال عبارة عن إزار يغطي النصف الأسفل من جسمه. كما تطور هذا الإزار إلى أشكال وهو موجود في متحف النسيج.
أما فيما يتعلق بـ “ملابس البنات” أشار “ريحان”، إلى أنهم كانوا يرتدون قميص أو ما يعرف بـ”التونيك” وهو عبارة عن ثوب بسيط ترتديه الفتاة. وهو ذو أكمام قصيرة. كما يغطي الجسد ونرى مناظر للمصريين سواء في المقابر أو التماثيل. وهما شبه عراه مما جعل البعض بتسأل هل كان لا يوجد فيه شتاء وقتها ؟!.
الملابس الشتوية عند المصريين القدماء
في هذا الصدد، أفاد “الخبير الأثري” بأن المصريين القدماء كانوا يلبسون ملابساً ملائمة للفصل الشتوي، حيث كانت السيدات ترتدي “عباءات شتوية” مصنوعة من الصوف بلون بني. في حين كان الرجال يرتدون طبقات من الكتان. وذلك نظرًا لأن الكتان كان مادة طاهرة شائعة في بيئة مصر القديمة وكان المفضل لدى المصري القديم.
وعند سؤاله عن السبب في عدم ظهور بالملابس الشتوية في رسومات المعابد، أكد “الخبير الأثري” أن المصري القديم كان لا يظهر بالملابس الشتوية لأسباب فنية. حيث كان يحرص على إظهار جسده بكامل تفاصيله ويتم تصويره في أبهى صورة. كما يظهر ذلك أكثر فى الملابس الصيفية.
سبب عدم ظهور الملابس الشتوية على المعابد
كما استطرد “الخبير الأثري”، أن المصري كان يرغب في الظهور بدون ملابس في الصور فقط. ولكن في الواقع كان يرتدي الملابس الشتوية؛ لأنه يريد أن يبعث فى العالم الآخر فى أبهى صورة التى تظهرها أكثر الملابس الصيفيه الحابكة. والدليل علي ملابس الشتاء موجود مثل القفازات “الجوانتي”.
من أشهر الملابس الشتوية التي تم اكتشافها، لفت “الخبير الأثري”. إلى أن هناك قفازات الملك توت عنخ آمون والجوارب الشتويه وغيرها من ملابس تقيلة نسبيا، وأقمشتها خشنة وكان يتم ارتداء أكثر من قطعة للشعور بالدفء. علاوة على أن هناك رسوم لنساء ترتدي شال فوق لبسها لونه بني مائل إلى الإحمرار، وأخرى بملابس بنية فاتحة مائل للاصفرار. وهذه الألوان الداكنة تناسب الشتاء. ولم يكن يرتدي طوال الموسم الكتان الشفاف الخفيف. فضلاً عن أنه تم العثور في مقبرة توت عنخ آمون على كثير من قطع الملابس الشتوية المصنوعة من الكتان متعددة الطبقات.