سياسة واقتصاد القبائل

بعد وفاة باطرفي.. خبراء يكشفون مسارات تحرك القيادة الجديدة لتنظيم القاعدة الإرهابي

أسماء صبحي 

أثار تعيين الإرهابي اليمني سعد بن عاطف العولقي، كزعيم لتنظيم القاعدة، تساؤلات في أروقة المختصين حول كيفية التعامل مع أزمات التنظيم. حيث لم يمضِ وقت طويل حتى تولى سعد بن عاطف العولقي زمام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلافاً لخالد باطرفي الذي توفي في ظروف غامضة. وقد لاقى هذا التطور اهتمامًا كبيرًا من قِبَلِ المحللين المتخصصين في شؤون الإرهاب.

وتصف الولايات المتحدة تنظيم القاعدة، الذي يتخذ من اليمن مقراً له. بأنه أخطر فروع القاعدة في العالم، وهذا يعزز أهمية تغيير القيادة في التنظيم ويجذب اهتمام المراقبين والخبراء.

وسعد محمد عاطف العولقي، المعروف أيضًا باسم أبوالليث. هو شخصية بارزة في تنظيم القاعدة، على الرغم من عدم وجود سجل سابق له مع الزعيم التاريخي للتنظيم، أسامة بن لادن.

خلاف مع باطرفي

ووفقًا للباحث اليمني في شؤون الجماعات الإرهابية، سعيد الجمحي. فإن العولقي هو “أول قائد لتنظيم القاعدة الذي لم يكن له علاقة بأسامة بن لادن منذ تأسيس التنظيم في جزيرة العرب. حيث كانت جميع القيادات السابقة تلاميذ لأسامة”.

وأوضح الجمحي، أن العولقي كان عضوًا في مجلس الشورى السابق للتنظيم وأنه رجل قليل الكلام والظهور الإعلامي، ويبدو أنه مقبول في التنظيم. وقد تم تحديد مكافأة قدرها 6 ملايين دولار من قِبَلِ الولايات المتحدة لمن يقدم معلومات تساعد في القبض عليه.

وأكد الجمحي، أن أبوالليث كان في خلاف مع خالد باطرفي. ولكن باطرفي كان حريصًا على عدم تفاقم هذا الخلاف بسبب الشخصية القوية للعولقي. وخاصةً بعد أن فقد التنظيم العديد من القادة ودخل في خلافات معهم. وأشار إلى أبوعمر النهدي بشكل خاص.

سياسة العولقي

وبشأن تأثير العولقي وما يمكن أن يحدثه من تغييرات، قال الجمحي: “من بين الأفكار التي يحملها. جذب الشباب المتدين من مختصص متعددة والتوسع في أنشطة التنظيم في اليمن وخارجها. خاصة في المناطق التي تشهد صراعات واضطرابات. قد يسعى العولقي أيضًا إلى تعزيز التواصل مع شبكات إرهابية أخرى. مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بهدف تعزيز التعاون وتبادل الموارد والخبرات”.

نقص القيادة العليا

وفي السياق ذاته، أعرب الخبير في الجماعات الإرهابية في اليمن، سعيد بكران، عن اعتقاده بأن زعيم القاعدة السابق قد تدهورت حالته الصحية وتوفي بالفعل. ويرى بكران، أن هذه هي الرواية الأكثر ترجيحًا بسبب عدم وجوده ضمن القيادة الميدانية للقاعدة.

وأشار بكران إلى أن القاعدة تعاني من نقص واضح في القيادة العليا، نتيجة لعمليات الاغتيال التي استهدفت قادتها. بالإضافة إلى العمليات العسكرية الكبيرة في مناطق أبين وشبوة.

وأضاف بكران، أن العولقي يتمتع بشخصية قوية وقبول من قِبَل أعضاء التنظيم، وهو أكثر تواجدًا بين القيادات المتوسطة والدنيا. مما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نشاط التنظيم ويحمل بُعدًا مختلفًا في المرحلة القادمة.

وشدد على ضرورة إيلاء العولقي اهتمامًا خاصًا. نظرًا لاعتماد هذه التنظيمات على شخصية القائد وارتباطه بالمقاتلين والأعضاء والقادة.

وأكمل قائلاً: “العولقي يلعب دورًا هامًا في شخصيته القبلية، وهو عامل مؤثر جدًا في شخصية التنظيم ويعيد له نفوذه. ولكن هل سيتمكن من تفعيل هذا النفوذ على الصعيدين العسكري والإعلامي، خاصةً بوجود قواعد قبلية؟”.

وختم تصريحه بالقول: “من المعروف أن العولقي ملتزم بتوجيهات القادة العليا في التنظيم. ولديه نفوذ في قضية التعاون مع مليشيات الحوثي، لذا يجب علينا مراقبة التطورات لمعرفة ما إذا كان العولقي سينحاز إلى الموقف العدائي الداخلي للحوثيين. أم سيتبع توجيهات قيادة التنظيم التي تهدف إلى تعزيز التعاون مع مليشيات الحوثي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى