سياسة واقتصاد القبائل

تاسيس الدولة العلوية في المغرب الاقصي

تاسيس الدولة العلوية في المغرب الاقصي

 

كانت الخلافة السعدية الهاشمية دولة قوية تظم المغرب الاقصي كله و اجزاء من بلاد شقنيط و السودان عقب وفاة الخليفة الناصر زيدان سنة 1627 ضعفت الخلافة السعدية حتي لم تعد تحكم الا مراكش و ضواحيها

 

اوضاع المغرب الاجتماعية

اصبح المغرب مقسما القوى الدينية مثل الزاوية الدلائية، وزاوية إيليغ السملالية بسوس، وتجزأت البلاد إلى كيانات مستقلة، وانتشرت الفتن، وانعدم الأمن.

 

ومن الناحية الاقتصادية، توالت على المغرب سنوات من المجاعات والأوبئة، وترتب عن تمركز الأوربيين بسواحل السودان، تأثر تجارة المغرب الصحراوية، وساعد انعدام الاستقرار في الداخل على تحول جزء مهم منها نحو سواحل غرب افريقيا، ونحو المنافذ المتوسطية عبر توات وتافيلالت.

 

صعود الاشراف العلويين

 

كانت العلويين عرب اشراف

فالعلويون أشراف، قدم جدُهُمُ الأول الحسن بن قاسم المعروف بـ الحسن الداخل من بلدة يَنْبُوع بالحجاز إلى المغرب في القرن السابع الهجري، الثالث عشر الميلادي، واستقر هو وذريته من بعده في سجلماسة بتافيلالت، وقد أكسبهم نسبهم الشريف بهذه المنطقة تقديراً واحتراماً كبيرين. وفي هذا الصدد أورد محمد الصغير الإفراني في مؤلفه نزهة الحادي :

 

كان مولانا الشريف وجِيهاً عند أهل سجلماسة وكافة أهل المغرب، يقصدونه في المعضلات، ويستشفعون به في الأزمات، ويهرعون إليه فيما جَلَّ وَقَلَّ من الملِمَّات.

 

حروب المولي محمد مع الدلائلين و السلماسين

قاد ابنه المولى امْحَمَّد منذ سنة 1635م ثورة الفيلاليِّين ضد أبي حسون، واستطاع بين سنتي 1641 – 1636م أن يُوحد الجنوب الشرقي تحت سلطته بما في ذلك توات.

 

الهزيمة امام الدلاىليين

أصبح المولى امحمد يطمح في إخضاع بقية أنحاء المغرب لنفوذه، وحين حاول ضم فَاس لإعادة ربط الطريق التجارية بينها وبين سجلماسة، والسَّيطرة على الشمال، اصطدم بالدِّلائيين في معركة الغارة في سنة 1646م

 

السلطان الرشيد و توحيد المغرب الاقصي

يعتبر السلطان الرشيد بن علي الشريف المؤسس الفعلي للدولة العلوية

فقام بقتل اخيه السلطان محمد

واتجه بدوره نحو المغرب الشرقي، واعتمد على بني يزناسن لتكوين جيش اشْرَاكَة قصد تقوية صفوفه وتعزيز مركزه، وضَمَنَ بسيطرته على الريف الشرقي التزود بالأسلحة من بعض التجار الفرنسيين، وبعد القضاء على أخيه نهائيا في سنة 1664م، أَخد لنفسه البيعة بتافيلالت، وتمكن بين سنتي 1670 – 1664م، من الانتصار على خصومه وإخضاع المغرب عسكريا.

 

و استطاه السلطان الرشيد الانتصار على الدلائلين في معركة بطن الرمان في منطقة الاطلس و القضاء على زوايتهم سنة 1668

 

وهكذا انتهى الصراع بفوز الأشراف العلويين على الزوايا والكيانات المستقلة، وإعادة توحيد المغرب تحت سلطة مركزية انطلاقا من الجنوب.

كان السلطان الرشيد هو المؤسس الأول للدولة العلوية، و بلغت الدولة اوج قوتها زمن السلطان اسماعيل هو الذي سيضطلع بمهمة توطيد هذه الدولة وتنظيمها.

 

الصورة للسلطان الرشيد المؤسس الفعلي للدولة العلوية المغربية الحاكمة حاليا في المغرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى