كريمة الحفناوي يكتب:مائة يوم من المقاومة الباسلة
كريمة الحفناوي يكتب:مائة يوم من المقاومة الباسلة
فى يوم الأحد الرابع عشر من يناير 2024 يمر مئة يوم على انطلاق معركة طوفان الأقصى على يد المقاومة الفلسطينية الباسلة، مئة يوم على مواجهة العدوان الصهيونى الوحشى على الشعب الفلسطينى والذى تسبب فى نزوح ما يقرب من مليون و900 ألف نازح من شمال غزة إلى جنوبها وسط القصف ونيران الكيان العنصرى المحتل الذى أدى إلى استشهاد أكثر من 23 ألف من الشعب الفلسطينى 70% منهم من النساء والأطفال هذا غير ما يقرب من 8000 من المفقودين تحت الأنقاض و58 ألفًا من المصابين والجرحى. كل ذلك الجرم بجانب إحكام حصار غزة وعدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية عبر المعابر من غذاء وماء ودواء وملابس تقيهم برد الشتاء القارس وهم مكدسون فى العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء أو فى خيام لا تحمى من البرد والعواصف والأمطار مما يؤدى إلى مزيد من الإبادة الجماعية للشعب البطل الصامد الذى يُسطِّر ملحمة نضاله ضد المحتل بدماء الشهداء.
جرائم حرب بأسلحة محرمة يرتكبها الكيان المجرم وتشاركه وتسانده الولايات المتحدة الأمريكية «بالأموال والعتاد والأسلحة وجنود المارينز والأساطيل البحرية الأمريكية وحاملات الطائرات» وتدعمه الدول الأوروبية الاستعمارية الكبرى بريطانيا وألمانيا وفرنسا، كل هذا أمام أعين حكومات العالم التى لم يرمش لها جفن ووقفت فى صورة معبرة عن موت الضمير العالمى وازدواج المعايير وهى الصورة الشهيرة «لا أرى- لا أسمع – لا أتكلم» وانكشف أمام شعوب العالم الزيف والكذب والرياء زيف ماتتشدق به الدول الكبرى من أنها دول ديمقراطية تدافع عن حقوق الإنسان.
وانكشفت الأنظمة العربية التابعة للبيت الأبيض الأمريكى والتى صمتت أمام هذا الجرم، تلك الأنظمة التى هرولت للتطبيع مع الكيان الصهيونى العنصرى الذى يُحَاكم الآن أمام محكمة العدل الدولية لارتكابه جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى بقتل الرضع والأطفال والنساء وهدم المستشفيات وأماكن الأونروا والمدارس والجوامع التى لجأ إليها المواطنون هربا من نيران الحرب، مع هدم البنية التحتية وكل مايساعد على استمرار الحياة. وذلك لتنفيذ خطة التهجير القسرى وتوطين فلسطيني غزة فى سيناء المصرية وتوطين فلسطيني الضفة الغربية فى الأردن من أجل تصفية القضية الفلسطينية وإقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
ومن الخزى والعار أن تصمت هذه الأنظمة وأن من يرفع القضية هى دولة جنوب إفريقيا، وإذا كان التاريخ ياسادة ينقسم لعدة عصور منها عصر الفراعنة فى مصر القديمة أو العصور الوسطى وعصر النهضة فى أوروبا، فإن هذا العصر سيُطلَق عليه «عصر الذل والهوان والضعف العربى»، الذى لم تتحمل فيه الحكومات العربية ومنظمة التعاون الإسلامى «57 دولة» مسئولياتها تجاه حماية الفلسطينيين أو مساعدتهم أو دعمهم لأنهم يدافعون عن أرضهم وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية وعن الأمن القومى العربى.
ومن البجاحة أن يأتى وزير خارجية أمريكا أنتونى بلينكن ليطلب من الدول العربية والسلطة الفلسطينية الموافقة على القضاء على المقاومة أو خروج قادة المقاومة من فلسطين بجانب الموافقة على إعادة الرهائن الإسرائيليين دون الحديث عن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين فى سجون إسرائيل والذين وصلوا لأكثر من 8000 منهم نساء وأطفال، وأيضا الموافقة على خطط التهجير، والتوطين وخطط ما بعد انتهاء الحرب ومنها نزع سلاح المقاومة وأن تتولى «إسرائيل» الأمن فى غزة أو قوى دولية أو عربية. وذلك بالرغم من رفض مصر والأردن خطط التهجير والتوطين ومطالبتهم بوقف الحرب.
يحاول الكيان الصهيونى الذى كشف طوفان الأقصى ضعف جيشه واستخباراته وكشف كذب إعلامه وزيفه، يحاول قادته أن يحققوا انتصارا واحدا ولكنهم يتحطمون على صخرة المقاومة وصمود شعب الجبارين الذى لا يستسلم ولا ينكسر ولايُقهر.
ويحاول رئيس وزراء الكيان «المتصدع من الداخل والذى بدأت تنشب فيه الخلافات على مستوى السلطة» أن يهرب من محاكمته بجرائم الفساد عن طريق استمرار العدوان على الشعب الفلسطينى، ويسانده بكل قوة الرئيس الأمريكى جو بايدن فى محاولة لتحقيق نصر ما قد ينقذه من السقوط المدوى فى الانتخابات الرئاسية فى آخر العام.
إن الشعوب العربية تدعم وتساند المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيونى المحتل، وتطالب بتحرير فلسطين وعودة اللاجئين، ووقف العدوان فورا، ووقف الإبادة الجماعية وإدخال المساعدات دون شروط وخروج المصابين لعلاجهم ووقف التطبيع وطرد سفراء الكيان الصهيونى من بلادنا وعودة السفراء العرب من الأرض المحتلة، كما تطالب الشعوب العربية
وخرجت شعوب العالم الحرة تدعم المقاومة الفلسطينية وتطالب بوقف الإبادة الجماعية وتطالب بمحاكمة الكيان الصهيونى المجرم أمام المحكمة الجنائية الدولية.
إننا نحيى دولة جنوب إفريقيا، ودول أمريكا اللاتينية التى تضامنت معها، ونحيى صمود الشعب الفلسطينى، ونطالب الشعوب باستمرار مقاطعة الكيان الصهيونى الاستيطانى، ومقاطعة الدول التى تدعمه، اقتصاديا واجتماعيا ورياضيا وفنيا.
المجد والخلود للشهداء والشفاء للمصابين والجرحى والحرية للأسرى والنصر للمقاومة والبقاء للشعوب والزوال للاحتلال.