قبيلة جفنة.. ملوك الشام الذين خاضوا الروم والفرس
قبيلة جفنة هي قبيلة عربية نصرانية من بني الأزد. كما أنها هي أحدى القبائل التي هاجرت من جزيرة العرب إلى بلاد الشام في القرن الثالث الميلادي. وقد أسست دولة الغساسنة التي كانت حليفة للإمبراطورية البيزنطية، وتحملت مسؤولية الدفاع عن الحدود الجنوبية للشام من هجمات الفرس والعرب. كما اشتهرت قبيلة جفنة بشجاعتها وشعرها وملوكها الأقوياء، وكانت تعتنق المسيحية على المذهب اليعقوبي المخالف لمذهب بيزنطة.
تاريخ قبيلة جفنة
أول ملك لها هو جفنة بن عمرو الذي حكم من سنة 265 م إلى سنة 270 م، وهو الذي أطلق عليه وعلى ذريته اسم آل جفنة أو أولاد جفنة. وقد اعتنق جفنة النصرانية وأقام علاقات ودية مع البيزنطيين، وأعطاهم ألقاباً رفيعة، وكان له دور مهم في حرب الروم مع الساسانيين.
ثاني ملوك قبيلة جفنة هو عمرو بن جفنة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء الغساني الأزدي. كما أنه شاعر وملك عربي نصراني. وقد حكم من سنة 270 م إلى سنة 276 م. وخلال فترة حكمه خاض العديد من المعارك مع الروم. وكان دائم الخصام والخلاف مع أباطرتهم. ومن أشهر معاركه معركة بالعة ومعركة مرج الظباء، وفيهما أظهر بأسه وشجاعته وفصاحته. وقد قال في معركة بالعة شعراً مشهوراً:
كأن الجماجم بيض النعام
بقارعة الشعب من بالعة
أقمنا الظبي في رؤوس العدى
نقد بها في الوغى قاطعة
على كل طرف رفيع القذال
وقباء سلهبة رائعة
وبعد وفاته أخذ ابنه ثعلبة بن عمرو الملك من بعده. وقد تعاقب وتناسل ملوك الغساسنة من ذريته حتى آخرهم وهو جبلة بن الأيهم. الذي انتهى حكمه بظهور الإسلام وفتح الصحابة للشام.