تاريخ قبيلة الهمامة التونسية.. أشد المحاربين للاستعمار الفرنسي
أميرة جادو
قبيلة الهمامة، من أكبر القبائل التي تعيش في تونس، ومع ذلك، فإن أصل هذه القبيلة وتاريخ مازال يحوم حوله الغموض.
ويظل الغموض يلف ملامح القبيلة وتاريخها الحديث، حيث لم يذكرها أي من المؤرخوين القرون الوسطى كـ “ابن خلدون”، ولا مؤرخو القرنين الـ 16 أو الـ 17 شيئاً عن قبيلة “الهمامة”.
أصل قبيلة الهمامة
يعود أصل قبيلة “الهمامة” وسبب تسميتها إلى الجد الأول الذي أعطاها اسمه وهو “همام”، تنحدر القبيلة من أصول عربية، ولكن اختلف أن الباحثين بشان إذا ما كانت القبيلة من بني هلال أو بني سليم، ومن غير المستبعد اختلاط بعض فروع الهمامة مع عدد من قبائل الأمازيغ.
وبحسب ما ذكرته عدد من الروايات، فأنّ الجدّ الأول “همام” كان له ولدان هما: ربيعة، وإدريس انحدرت من نسلهما فروع القبيلة.
أماكن تواجد قبيلة الهمامة في تونس
فإن قبيلة “الهمامة” تتواجد في:
- قفصة
- سيدي بوزيد
- نفطة
- جنوب غرب تونس
- بلدة المكناسي
- وسط تونس
روح المغامرة
تعتبر “الهمامة” من القبائل المزعجة لكل القبائل الأخرى المجاورة لها، لاسيما أبناء هذه القبيلة يحبون الغزو والمغامرة، وترتبط هذه القبيلة بمثلٍ عربي قديم وهو “السرج واللجام والحياة على الإسلام”، وعلى حسب العادة تحرص نساء القبيلة على أن تردّد هذا المثل في أذن رضيعها لحظة ولادته.
ولذلك، يمكن القول إن هوية أبناء تلك القبيلة تعتمد على عاملين أساسيين هما الفروسية والتمسك بالإسلام، ويزود الهمامية أطفالهم بالأحصنة والأسلحة استعدادا للمغامرة، ويتم التعامل مع كلّ طفلٍ يعود من مغامراته بغنيمة مميزة كهمامي أصيل.
الفروسية وعلاقتها بالقبيلة
وتعد “الفروسية”، من أشهر فنون عند أبناء تلك القبيلة. ويرجع الفضل في انتشارها بين صفوف أبناء القبيلة إلى الهوية التاريخية، حيث كانت القبيلة على مدى قرون من أقوى قبائل تونس. وهو ما دفع بايات تونس للاستعانة بفرسانها في الحروب الداخلية والخارجية.
محاربة الاستعمار
وتشتهر القبيلة بدورها في مكافحة الاستعمار الفرنسي بعد معاهدة “باردو”. وتم ذكرهم في كتاب “عروش تونس” لمحمد علي الحباشي، رسالة من قائد أولاد معمّر إلى الوزير الأكبر وفيها التالي:
“نحن الهمامة، خدّام المرحوم سيدي حسين بن علي رحمه الله ويبارك لنا في خلفهم ولا يقطع لنا منهم ذريّة. إننا منسوبون على عرشهم سلفاً على خلف وليس نريد بدلاً بكرسي غيرهم. وسيلحقنا العار بين نواجع البلاد في حال امتناعنا عن جهاد الفرانسيس”.
الأولياء الصالحين
ترتبط الأماكن التي تتواجد فيها “الهمامة” بالعديد من العادات القديمة والمتوارثة عبر الأجيال. وعلى رأسها انتشار ظاهرة الاحتفاء بالأولياء الصالحين وبمقاماتهم. وتحمل هذه الاحتفالات التي يجري تنظيمها سنوياً اسم الزردة.
وتعد الزردة “من أشهر المهرجانات الشعبية التي يتم إقامته بجوار الأضرحة وزوايا الأولياء الصالحين. وهي ترتبط عادةً بالروحانيات والمعتقدات المتوارثة بشأن قدرة الأولياء على منع المخاطر وتحقيق الأمنيات والتقرب إلى الله”.