شيماء طه
تعد قبيلة الترابين من أكبر وأقدم القبائل البدوية التى سكنت شبه جزيرة سيناء ، ولها تاريخ طويل ومشرف يمتد لقرون.
الأصل والنسب
تعود أصول قبيلة الترابين إلى الجزيرة العربية، وتحديدًا إلى منطقة الحجاز، وقد اختلف بعض النّسابون والمؤرخون حول نسب الترابين فهناك من أرجع نسبهم إلى الحويطات وهى قبيلة قحطانية، وبعض المصادر الأخرى تشير إلى أن الترابين ينحدرون من قبيلة “بني عطية” التي كانت تقيم في شمال الحجاز والأردن .
بطون الترابين
تنقسم القبيلة إلى خمسة بطون وهم ( النبعات ، القصار ، النجمات ، الغوالية ، الحسابلة ) والغوالية هم بالأصل نبعات إلا إنهم إستقلوا بمشيخة ، وكذلك الغوايلة فهم أبناء نجم وإستقلوا عنهم .
تستقر قبيلة الترابين بشكل أساسي في شمال سيناء، وجنوب سيناء ولكنهم يمتدون إلى مناطق أخرى مثل النقب في فلسطين وجنوب الأردن.وأهم مراكزهم في سيناء تشمل مناطق العريش، بالإضافة إلى أجزاء من الشيخ زويد.
الحياة الإجتماعية والإقتصادية
يعتمد أفراد قبيلة الترابين تاريخيًا على الرعي والزراعة، وخاصة زراعة النخيل والزيتون، إلى جانب تربية الأغنام والإبل.لعبت القبيلة دورًا هامًا في التجارة عبر الصحراء، حيث كانوا يتنقلون بين مصر وفلسطين ويؤمنون الطرق التجارية للقوافل.يمتاز الترابين بقوة الروابط العائلية، والعادات والتقاليد البدوية المتجذرة، حيث يحافظون على مراسمهم الخاصة في الأفراح والأحزان والمناسبات القبلية.
وبالرغم من الحداثة والتطور الحالى إلا أن أفراد قبيلة الترابين لازالت تحافظ على اللباس البدوى التقليدى مثل الكوفية والجلباب ويرتدونه فى المناسبات كرمز للتراث والأصالة ، كما يمتازون بالضيافة البدوية الأصيلة.
تمتاز قبيلة الترابين بعلاقات جيدة مع العديد من القبائل الأخرى في سيناء وفلسطين. تربطهم صلات نسب ومصاهرة مع قبائل مثل السواركة والأحيوات والعزازمة.
وتاريخيًا، كانت قبيلة الترابين تتمتع بمكانة اجتماعية وسياسية قوية بين القبائل، مما جعلها واحدة من القبائل التي تلعب دورًا رئيسيًا في حل النزاعات وتوجيه الحياة القبلية.
أبرز الشخصيات فى قبيلة الترابين
. إبراهيم جمعة العرجاني (من مواليد 1971)، هو رجل أعمال مصري ورئيس اتحاد قبائل سيناء. ولد في منطقة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء .
.الشيخ عبد الله جهامة رئيس جمعية مجاهدي سيناء
الدور التاريخى للقبيلة
ساهمت قبيلة الترابين في العديد من الأحداث التاريخية المهمة في سيناء وفلسطين. كان لهم دور في مقاومة الاحتلال البريطاني في المنطقة، وقد ساعدوا بشكل غير رسمي بعض الفصائل الفلسطينية خلال فترة الانتداب البريطاني.في العصر الحديث، كان للترابين حضور بارز في المشهد السياسي والاجتماعي في سيناء، ولهم تأثير على التطورات السياسية في المنطقة، سواء في مصر أو فلسطين.
وبعد عام 2011، تعاونت قبيلة الترابين بشكل كبير مع القوات المسلحة المصرية في مكافحة الإرهاب. أفراد القبيلة قاموا بتوفير المعلومات الهامة عن الجماعات الإرهابية، وساهموا في عمليات التمشيط والقبض على عناصر متطرفة. كما قامت القبيلة بتشكيل مجموعات للدفاع عن أراضيها والتصدي لأي محاولة لاستهداف أمن المنطقة.
تظل قبيلة الترابين لليوم نموذجاً للتضامن القبلى، والتمسك بالأرض والهوية ، من خلال تاريخها المشرف ورموزها الأصيلة .