تاريخ ومزارات

بن خلدون.. مؤسس علم الاجتماع وأحد أشهر علماء الأندلس 

أسماء صبحي 

هو عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي مؤرخ عربي، ولد و نشأ بتونس، ويعود أصله إلى الأندلس. تنقل  بين مدن شمال أفريقيا، كما تَوَجَّهَ إلى مصر، حيث أكرمه سلطانها الظاهر برقوق. ووَلِيَ قضاء المالكية، وظلَّ بها ما يناهز ربع قرن حيث توفِّيَ ودُفِنَ في مقابرها عن عمر بلغ ستة وسبعين عامًا.

هو مؤسس علم الاجتماع الذى هزَّ الفكر الإنساني حيث وضع خطَّة جديدة وآراء جديدة. وقوانين جديدة يمكن تطبيقها على كل المجتمعات البشرية قديمها وحديثها. وقد وضع أفكاره ودراسته في كتابه (مقدمه بن خلدون كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)

نظريات بن خلدون

يرى ابن خلدون أن المرحلة الأولى في تأسيس الملك أو الدولة، لا تتم إلا من خلال العصبيات الخاصة. وأنه بعد استيلائها على الرئاسة تطمح إلى ما هو أكثر، حيث تطمح إلى فرض سيادتها على قبائل أخرى بالقوة. وبالحروب للوصول إلى مرحلة الملك وهو أمر زائد على الرئاسة، وأن صاحب العصبية إذا بلغ رتبة ما طلب ما فوقها.

تصبح السلطة الجديدة تفكر في تدعيم وضعها آخذة بعين الاعتبار جميع العصبيات التابعة لها. وبذلك فإنها لم تعد تعتمد على عامل النسب بل على عوامل اجتماعية وأخلاقية. وبذلك تتوسع قاعدة الملك ويصبح الحاكم أغنى وأقوى من ذي قبل.

ولتدعيم الملك يلجأ الحاكم إلى تعويض القوة العسكرية التي كانت تقدمها له العصبية الخاصة بـ :

  • إنشاء جيش من خارج عصبيته، وحتى من عناصر أجنبية عن قومه.
  • إغراق رؤساء قبائل البادية بالأموال.
  • منح الإقطاعات كتعويض عن الامتيازات السياسية التي فقدوها.

وهكذا تبلغ الدولة الجديدة قمة مجدها في تلك المرحلة، ثم تأخذ في الانحدار. حيث أن المال يبدأ في النفاذ شيئا فشيئا بسبب كثرة الإنفاق على ملذات الحياة والترف. وعلى الجيوش ومختلف الموظفين الذين يعتمد عليهم الحكم. فيزيد في فرض الضرائب بشكل مجحف، الشيء الذي يؤدي إلى إضعاف المنتجين، فتتراجع الزراعة وتنقص حركة التجارة. وتقل الصناعات، وتزداد النقمة وبذلك يكون الحكم قد دخل مرحلة بداية النهاية..أي مرحلة الهرم التي ستنتهي حتما بزواله وقيام ملك جديد يمر بنفس الأطوار السابقة.

مراحل تطور الدولة

لقد لخص ابن خلدون مراحل تطور الدولة فى خمسة أطوار هى :

 

  • الطور الأول هو طور الظفر بالبغية، وغلب المدافع والممانع. والاستيلاء على الملك وانتزاعه من أيدي الدولة السالفة قبلها، فيكون صاحب الدولة.
  • الطور الثاني هو طور الاستبداد، أي استبداد الحاكم على قومه والانفراد دونهم بالملك وكبحهم عن التطاول للمساهمة والمشاركة. ويكون صاحب الدولة في هذا الطور معنيًا باصطناع الرجال واتخاذ الموالي والصنائع والاستكثار من ذلك. لجدع أنوف أهل عصبيته وعشيرته المقاسمين له في نسبه.
  • أما الطور الثالث فهو طور الفراغ والدعة لتحصيل ثمرات الملك مما تنزع طباع البشر إليه من تحصيل المال وتخليد الآثار وبعد الصيت. وتشييد المباني الحافلة والمصانع العظيمة، والأمصار المتسعة، والهياكل المرتفعة، وبث المعروف في أهله. هذا مع التوسعة على صنائعه وحاشيته في أحوالهم بالمال والجاه. واعتراض جنوده وإدرار أرزاقهم وإنصافهم في أعطياتهم لكل هلال. حتى يظهر أثر ذلك عليهم ذلك في ملابسهم وشكتهم وشاراتهم يوم الزينة، وهذا الطور آخر أطوار الاستبداد.
  • الطور الرابع هو طور القنوع والمسالمة ويكون صاحب الدولة في هذا قانعًا بما أولوه سلما لأنظاره من الملوك واقتاله مقلدا للماضين من سلفه. ويرى أن الخروج عن تقليده فساد أمره وأنهم أبصر بما بنوا من مجده.
  • الطور الخامس هو طور الإسراف والتبذير ويكون صاحب الدولة في هذا الطور متلفًا لما جمع أولوه في سبيل الشهوات والملاذ والكرم على بطانته وفي مجالسه. وفى هذا هذا الطور تحصل في الدولة طبيعة الهرم، ويستولي عليها المرض المزمن الذي لا تكاد تخلص منه أي أن تنقرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى