كيف أثرت قرطاج في شكل ومضمون وهوية تونس؟
قرطاج تونس هي دولة عربية تقع في شمال أفريقيا، تتمتع بتاريخ غني وتراث ثقافي متنوع. تضم تونس العديد من المواقع الأثرية التي تشهد على الحضارات القديمة التي عاشت على أرضها، مثل الفينيقيين والرومان والبيزنطيين والعرب والأتراك والفرنسيين. في هذا المقال، سنتعرف على إحدى أهم المدن الأثرية في تونس، وهي مدينة قرطاج.
أين تقع مدينة قرطاج؟
قرطاج هي مدينة تقع على الساحل الشمالي الشرقي لتونس، تأسست عام 814 قبل الميلاد من قبل الأميرة الفينيقية اليسا، المعروفة بدايدو. كانت قرطاج عاصمة لإمبراطورية قرطاجية قوية، تنافست مع روما على الهيمنة على البحر الأبيض المتوسط. خاضت قرطاج ثلاث حروب مع روما، تسمى حروب البونية، انتهت بانهيار وتدميرها عام 146 قبل الميلاد. أعاد الرومان بناء قرطاج عام 29 قبل الميلاد، وجعلوها مركزاً لمقاطعة أفريقيا، وأحد أهم المدن في الإمبراطورية الرومانية. شهدت قرطاج تطوراً حضارياً وثقافياً واقتصادياً، وبنيت فيها العديد من المعالم الأثرية، مثل المسارح والمدرجات والمعابد والحمامات والأكوادوكتات. انتشر المسيحية فيها في القرن الثالث الميلادي، وأصبحت مقراً للأساقفة والمجامع الكنسية. سقطت في أيدي الفاتحين العرب عام 698 ميلادي، وتحولت إلى مدينة إسلامية، وشيدت فيها المساجد والمدارس والقصور. تعرضت للغزو من قبل النورمان والصليبيين والأتراك والفرنسيين، وتراجعت أهميتها تدريجياً، حتى أصبحت ضاحية لمدينة تونس الحديثة.
تعتبر اليوم واحدة من أهم المواقع الأثرية في تونس، وتم تسجيلها في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1979. تضم قرطاج بقايا من العصور القرطاجية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، تمثل شهادة حية على تاريخها العريق. من أبرز المعالم الأثرية فيها..
موقعها
– موقعها القرطاجي: يقع في تلة بيرسا، ويضم بقايا من الحقبة القرطاجية، مثل الأسوار والمعابد والمقابر والمستودعات والمنازل. كما يضم الموقع متحف قرطاج الوطني، الذي يعرض مجموعة من القطع الأثرية القرطاجية، مثل التماثيل والمجوهرات والفخار والعملات والفسيفساء.
– وموقعها الروماني: يقع في منطقة الجديدة، ويضم بقايا من الحقبة الرومانية، مثل المسرح الروماني، الذي يتسع لنحو 10 آلاف متفرج، والمُدرَّج الروماني، الذي يتسع لنحو 30 ألف متفرج، والمعبد الروماني، الذي كان مخصصاً للإلهة تانيت، والحمامات الرومانية، التي تعتبر من أكبر الحمامات في العالم القديم، والأكوادوكت الروماني، الذي كان ينقل المياه من جبل زغوان، والفيلات الرومانية، التي تزينها الفُسيفساء والنوافير والحدائق.
– موقعها البيزنطي: يقع في منطقة قرطاج القديمة، ويضم بقايا من الحقبة البيزنطية، مثل القلعة البيزنطية، التي بنيت على أنقاض القصر الروماني، والكنائس البيزنطية، التي تحوي على بعض الفسيفساء والرسومات الجدارية.
– وموقعها الإسلامي: يقع في منطقة الإسلامية، ويضم بقايا من الحقبة الإسلامية، مثل المسجد الأعظم، الذي بني على أنقاض المعبد الروماني، والمدرسة الأزهرية، التي كانت مركزاً للتعليم الديني والعلمي، والقصر الأموي، الذي كان مقراً للولاة الأمويين، والقصر الفاطمي، الذي كان مقراً للخلفاء الفاطميين.
قرطاج هي مدينة آثرية في تونس تستحق الزيارة والاستمتاع بجمالها وتنوعها وعبقها التاريخي. تعكس صورة حية عن الحضارات التي مرت على تونس، والتي أثرت في شكلها ومضمونها وهويتها. هي مدينة تحكي قصصاً عن المجد والنضال والانتصار والهزيمة والإبداع والتجديد.