قبيلة القمز: نساء تلد في عزلة

كتبت: رانيا سمير

في جنوب إثيوبيا، وتحديداً في إقليم بني شنقول، تعيش قبيلة القمز، التي تتميز بثقافة غريبة تخص المرأة، وخاصة عادات الولادة.فعندما تقترب المرأة من فترة الولادة يتم عزلها عن عائلتها وأصدقائها. وتذهب إلى منطقة بعيدة خارج القرية. تحمل معها أغراضها التي تحتاجها لعملية الوضع.

الولادة في عزلة

وبمجرد أن تشعر بآلام المخاض، تضع مولودها لوحدها دون أن يساعدها أحد، لا زوج ولا أم ولا أخت ولا قريب.وتقوم المرأة بكل عمليات الولادة وحدها. وتتحمل جميع الآلام والمعاناة، وتقوم بدور الداية والممرضة لنفسها.وبعد الولادة، تقوم المرأة بقطع الحبل السري للمولود لوحدها، وتغسل نفسها ومولودها، وتعود إلى أهلها بعد أن تضع مولودها. وهي تحمل طفلها دون أن يساعدها أحد.

النساء في قبيلة القمز: قوة واستقلال

وعند عودتها، يتم عزلها لفترة طويلة هي وطفلها، في غرفة خاصة خُصصت لهما. ولا يسمح لها بأن تعود بالأواني التي استخدمتها في الولادة.فتقوم برمي جميع تلك الأدوات في البر.وهذه العادة الغريبة لها جذور تاريخية. حيث تعتقد قبيلة القمز أن الولادة هي حدث مقدس، يجب أن تتم في عزلة عن العالم الخارجي.

وتعتبر المرأة التي تلد وحدها دليلاً على قوتها وقدرتها على تحمل الصعاب. وهناك بعض القبائل الأخرى في المنطقة التي تتبع نفس العادة، مثل قبيلة الهمر. التي تعيش في جنوب إثيوبيا. و لذلك تعتبر هذه العادات غريبة بالنسبة لنا. ولكنها جزء من الثقافة والتقاليد التي تتبعها هذه القبائل.