الكرم والضيافة لدى التعامرة: سمة أصيلة وقيمة إنسانية
كتبت: رانيا سمير
يتميز التعامرة بالكرم والضيافة العربية الأصيلة، وقد توارثوا هذه الصفة أباً عن جد منذ زمن بعيد. ولعل أصل تسمية قبيلة التعامرة تعود إلى هذه الصفة، حيث يُقال أن “التعمر” يعني “الكرم”.
ولقد اشتهرت قبيلة التعامرة بكرم أهلها وحسن استقبالهم للضيوف، حتى أن بعضهم أطلق عليهم اسم “أهل البيت”. وكان التعامرة يفتحون أبواب بيوتهم للضيوف من كل مكان، ويقدمون لهم أفضل ما لديهم من الطعام والشراب والمبيت.
قصص وروايات عن كرم التعامرة وحسن ضيافته
وهناك العديد من القصص والروايات التي تروي كرم التعامرة وحسن ضيافته. ومن أشهر هذه القصص قصة الشيخ سليمان ابن شاور، الذي كان شيخ مشايخ قبيلة التعامرة في القرن التاسع عشر. وكان الشيخ سليمان معروفاً بكرم ضيافته، وكان يستقبل الضيوف من كل مكان، حتى لو كانوا من الأعداء.
وفي إحدى المرات، وصل إلى بيت الشيخ سليمان مجموعة من الجنود البريطانيين، الذين كانوا يلاحقون أحد الثوار الفلسطينيين. وكان الشيخ سليمان يعرف أن هؤلاء الجنود لن يرحموه إذا عرفوا أنه يساعد الثوار. ولكن الشيخ سليمان لم يتردد في تقديم الضيافة لهؤلاء الجنود، وعاملهم بكل احترام.
وعندما علم الجنود بمكانة الشيخ سليمان، أكرموه بدورهم، وأخبروه أنهم لن يتعرضوا له أو لعائلته. وهكذا، استطاع الشيخ سليمان أن يحمي نفسه وعائلته من بطش الجنود البريطانيين، وذلك بفضل كرمه وحسن ضيافته.
ولقد استمرت القبيلة على نهج الكرم والضيافة حتى يومنا هذا. ولا يزال يفتحون أبواب بيوتهم للضيوف من كل مكان، ويقدمون لهم أفضل ما لديهم من كرم وضيافة.
ومن أبرز مظاهر الكرم والضيافة لدى القبيلة:
- تقديم الطعام والشراب للضيوف، حتى لو كان الطعام بسيطاً.
- توفير المبيت للضيوف، حتى لو كان الضيوف غرباء أو أعداء.
- استقبال الضيوف بكل الاحترام والتقدير.
- الاهتمام براحة الضيوف وقضاء حوائجهم.
أثر الكرم والضيافة في حياة القبيلة
لقد كان للكرم والضيافة لدىهم دور كبير في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين أفراد القبيلة وبين القبائل الأخرى. كما كان للكرم والضيافة دور في نشر السلام والوئام بين الناس.
يبقى كرم التعامرة وحسن ضيافتهم عنواناً لحياةٍ أصيلة وقيمٍ إنسانيةٍ سامية. ولقد ساهم هذا الكرم في تعزيز مكانة القبيلة في المجتمع الفلسطيني، وجعلها من أكثر القبائل شهرةً واحتراماً.