«العداية».. عادات وموروثات الضيافة عند البدو
أميرة جادو
يتميز البدو بإخلاصهم لعاداتهم وتقاليدهم المتوارثة في الحياة اليومية، ومن أهمها استقبال الضيوف، حيث يعد كرم من أهم سمات البادية، خاصةً إكرام الضيف فهو من العادات والتقاليد المتوارثة عند القبائل البدوية حتى يومنا هذا، فالضيف له أهمية كبيرة بالنسبة لهم، فهم لن يترددوا في تقديم الضيافة حتى لو كان ذلك الضيف من الخصوم أو الأعداء، ما دام دخل البيت البدوي له كرم الضيافة.
ومن أشهر العادات والتقاليد المتوارثة التي يمارسها أهالي القبائل البدوية مع ضيف منذ لحظة وصوله إلى منزل حتى مغادرته، هي «العداية».
العداية
تعتبر أحدى مظاهر أكرم الضيف، وهي ما يأخذه المضيف من غنم جاره لإكرام ضيفه، فإذا فاجأ البدوي ضيف ولم يكن عنده ما يضيفه به، فله أن يأخذ رأسًا من قطيع جاره، سواء كان من قبيلته أو من غير قبيلته ليذبحه للضيف، بل له أن يعدو على قطيع جاره، ولو كان الضأن والمعزى ملء داره، بل لا يشترط أن تكون الذبيحة التي أخذها من قطيع جاره أليق للذبح مما عنده، ولكن يشترط ردُّ مثل الذبيحة في مدة أربعة عشر يومًا.
ومن أمثالهم: «الكرم سدَاد»، فإذا لم يرد المضيف العداية في المدة المحددة، حق للجار الوثاقة عليه، أي الهجوم على غنمه، وحجز ما أمكنه منها حتى يسترد العداية.
ومن التقاليد المتوارثة، أن يلطخ المضيف رقبة جمل ضيفه بدم الذبيحة، حتى إذا ما جاء أحد يطلب الوثاقة منه لا يقرب هذا الجمل احترامًا للضيافة.