لكل مثل حكاية.. قصة مقولة “جنت على نفسها براقش”
أسماء صبحي
براقش هو اسم كلبة كانت لبيت من العرب في إحدى القرى الجبلية في المغرب العربي. وكانت تحرس المنازل لهم من اللصوص وقطاع الطرق، فاذا حضر أناس غرباء إلى القرية فإنها تنبح عليهم وتقوم بمهاجمتهم حتى يفروا من القرية. وكان صاحب (براقش) قد علمها أن تسمع وتطيع أمره، فإذا ما أشار إليها بأن تسمح لضيوفه بالمرور سمعت وأطاعت. وإن أمرها بمطاردة اللصوص انطلقت لفعل ما تؤمر.
قصة براقش
في أحد الأيام حضر إلى القرية مجموعة من الأعداء، فبدأت (براقش) بالنباح لتنذر أهل القرية الذين سارعوا بالخروج من القرية والاختباء في إحدى المغارات القريبة. حيث أن تعداد العدو كان أكثر من تعداد أهل القرية، وفعلاً خرج أهل القرية واختبأوا في المغارة. بحث الأعداء عنهم كثيرا ولكن دون جدوى ولم يتمكنوا من العثور عليهم فقرر الأعداء الخروج من القرية. وفعلا بدأوا بالخروج من القرية، وفرح أهل القرية واطمأنوا بأن العدو لن يتمكن منهم.
عندما رأت (براقش) أن الأعداء بدأوا بالخروج بدأت بالنباح، حاول صاحبها أن يسكتها ولكن دون جدوى. عند ذلك عرف الأعداء المكان الذي كان أهل القرية فيه مختبئين، فقتلوهم جميعا بما فيهم (براقش) ولذلك قالوا هذا المثل : (جنت على نفسها براقش).
رواية أخرى
براقش مدينة يمنيّة قديمة، وموقع أثري في وادي الفرضة على الجانب الأيسر من الطريق المعبّد الذي يصل طريق صنعاء- مأرب بوادي الجوف. وكان اسم المدينة قديما “هجرن- يثل” أي مدينة يثل، كما جاء في النقوش اليمنية القديمة التي عثر عليها في خرائب المدينة.
ولكن أحد المؤرخين لم يذكرها باسمها القديم، وإنما سماها براقش، وهو الاسم الذي يحمله الموقع الأثري إلى اليوم. ويروي قصة مشهورة تفسر المثل الشائع “دلت على أهلها براقش”.
وبراقش في القصة اسم كلبة دلّت العدو المحاصر للمدينة على بئر لأهلها خارج المدينة لا منهل لهم سواها. وفتح الحصن بسبب نباحها، وهي تستقي من البئر الذي كانت تتصل بالمدينة من طريق نفق يؤدي إليها فسميت براقش باسم الكلبة.