المزيدكتابنا
أخر الأخبار

د. محمد السعيد إدريس يكتب: سوريا وطموحات أردوغان الرئاسية

هذه المعضلة دفعت الطرفين، الحكم والمعارضة، للعمل من أجل إنجاح ما يأمله. ففي الوقت الذي عمل فيه زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري «أوزغور أوزال» على استفزاز الرئيس أردوغان ودفعه إلى الاضطرار للقبول بدعوة الانتخابات المبكرة، كان الرئيس أردوغان يبحث مع حليفه دولتي بهشلي زعيم حزب الحركة القومية لإيجاد السبيل لفرض خيار الدستور الجديد الذي يمكن من خلاله تمكين أردوغان من الترشح مجدداً للانتخابات الرئاسية، ووجد بهشلي مخرجاً لذلك في استقطاب العدد الكافي من نواب المعارضة لتوفير النصاب القانوني لإلغاء الدستور وصياغة الدستور الجديد الذي يريده أردوغان ويراه «ضرورة من أجل مستقبل تركيا».

المخرج الذي توصل إليه بهشلي هو التوجه إلى زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في محبسه باتخاذ قرار بحل هذا الحزب المتهم بالإرهاب. وفي حالة حدوث ذلك سيتم إجراء مصالحة وطنية وإنهاء المشكلة الكردية، وهذا من شأنه تحقيق مكسبين. الأول خلق حالة وطنية داعمة للرئيس وحزبه إذا ما نجح في تحقيق الاستقرار السياسي. والثاني تحفيز النواب الأكراد خاصة نواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» للتضامن في البرلمان مع التحالف الحاكم. والتصويت لتأييد دعوة إلغاء الدستور واستبداله بدستور جديد يؤمن لأردوغان مسعاه في التجديد الرئاسي.

فقد دعا بهشلي في 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى «كسر عزلة أوجلان والسماح له بالحضور إلى البرلمان والحديث خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، وإعلان حل «حزب العمال الكردستاني» وترك سلاحه وانتهاء الإرهاب في تركيا».

وجاء الحدث السوري ليحدث انقلاباً هائلاً في توازن القوى بين الحكم والمعارضة. حيث ظهر الرئيس أردوغان بأنه صاحب الفضل في إسقاط نظام بشار الأسد، وإحداث التغيير في سوري. وفتح باب عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وفتح أبواب سوريا أمام الشركات التركية ضمن عملية إعادة الإعمار. وهذا كله يصب في مصلحة حل أهم مشكلتين كانت تستغلهما المعارضة في النيل من مكانة أردوغان والدعوة إلى تغييره.: اللاجئون السوريون والأزمة الاقتصادية.

لكن الأهم أن الحدث السوري فتح أبواب حل الأزمة الكردية التركية وأقنع عبد الله أوجلان بالتوصية بحل حزب العمال الكردستاني. وامتد الأمر إلى الجناح السوري لهذا الحزب أي «قوات سوريا الديمقراطية»، التي اتخذت قراراً بالاندماج في النظام السوري الجديد. ومن ثم باتت الفرص متاحة أمام أردوغان ليتربع على عرش تركيا.

mohamed.alsaid.idries@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى