تبعات خطيرة.. خبراء يكشفون سبب ترفض مصر لفكرة “تهجير سكان غزة”
جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس الأربعاء، تأكيده بأنه “لا يمكن السماح بالتهجير القسري للفلسطينيين”، لافتاً إلى أنه في حال كان الوضع كذلك فإنه “يقترح نقل المدنيين من غزة إلى صحراء النقب الإسرائيلية حتى انتهاء العمليات العسكرية”.
كما علق مصدر سيادي في مصر على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول عدم فتح معبر رفح، قائلًا إن “مصر لن تسمح بإجلاء الأجانب في القطاع، والتصعيد سيقابل بتصعيد”.
موقف مصر التاريخي
ومن جهته، كشف اللواء أحمد العوضي، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، عن مخاطر دفع سكان قطاع غزة نحو اللجوء إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، في الوقت الذي دخلت الحرب بين إسرائيل وحماس يومها الـ12، مع التصاعد المستمر في العمليات العسكرية، آخرها قصف مستشفى الأهلي المعمداني الذي أسفر مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين.
واكد اللواء أحمد العوضي، أن “موقف مصر واضح ليس فقط من بداية الأزمة الحالية، ولكنه موقف تاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية التي لطالما كانت على رأس أولويات الدولة المصرية”.
وأشار العوضي، إلى زيادة حدة الصراع في قطاع غزة في عدد من النقاط، قائلًا إن:
- ما يحدث في غزة والضفة الغربية أمر غير مقبول، وما تقوم به قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني “جرائم في حق الإنسانية”.
- مصر تُحمل إسرائيل والمجتمع الدولي تداعيات الأزمة الراهنة، والتي تشير إلى توسيع دائرة الصراع على نحو غير مقبول.
- تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو الأردن “أمر غير مقبول”، وأكد عليه الرئيس المصري بأن الأمن القومي “خط أحمر”، ولا نقبل بأي حال من الأحوال تصفية القضية الفلسطينية.
- أعلنا مرارًا وتكرارًا رفضنا لتلك الدعوات الإسرائيلية، والممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، و”إذا كانوا يرغبون في ترحيل الفلسطينيين، فهناك صحراء النقب الإسرائيلية فليسمحوا بتواجدهم فيها”.
- الأمن القومي المصري له قوة تحميه، والجيش المصري “وطني وقادر على الدفاع عن التراب المصري”.
- لا نقبل الاستفزازات، ولدينا قيادة “حكيمة وواعية” وحريصة على عدم توسيع دائرة الصراع الراهن.
لا نقبل المساومة
وقال الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، أيمن سمير، إن مصر ترفض بشكل قاطع فكرة التهجير القسري للشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن مصر لا تقبل المساومة في هذه القضية، لعدد من الأسباب:
- الدولة في عرف السياسة الدولية تتكون من “أرض وشعب وسلطة”، وعندما يتم التهجير لن تكون هناك دولة فلسطينية وبالتالي فالهدف الرئيسي هو تصفية القضية الفلسطينية وألا يكون هناك دولة فلسطينية في النهاية.
- هذا مرتبط بتهجير الفلسطينين من الضفة الغربية للأردن أيضًا.
- الرئيس المصري شكك في نية إسرائيل بالسماح للفلسطينيين بالعودة مرة أخرى، لأن التوجه الإسرائيلي الراهن هو نسف كل القطاع.
- هناك أمر خطير، فإذا تم إجراء عمليات مقاومة ضد إسرائيل من الأراضي المصرية، وقتها سترد إسرائيل على مصادر النيران، وبالتالي ستكون مشكلة كبيرة لمصر، وقد تجرها للصراع.
- المنطقة استثمرت كثيراً في السلام وقد يتم التضحية بكل تلك الاستثمارات ونعيد الشرق الأوسط لنقطة الصراع الصفرية، كما أن هناك شعور مصري بأن كل الإجراءات الإسرائيلية هدفها واحد وهو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتصدير المشكلة إلى دول أخرى.