عادات رمضانية متوارثة في جدة.. أجواء روحانية تمزج ذكريات الماضي بالحاضر

أميرة جادو
تعيش مدينة جدة خلال شهر رمضان المبارك أجواءً رمضانية مميزة تعكس تمسك أهلها بالعادات والتقاليد المتوارثة، حيث تمتزج الروحانية بالبهجة الاجتماعية، وتظل المظاهر الرمضانية المتجذرة في المجتمع الجداوي حاضرة، سواء من خلال الموائد التقليدية المنتشرة في أحياء المدينة أو من خلال الفعاليات التراثية التي يحرص أبناء جدة على إحيائها بطرقهم الخاصة، وإن تغيرت بعض الوسائل والمسميات.
مأكولات ومشروبات تراثية في رمضان
يستقبل أهالي جدة الشهر الفضيل بتحضيرات مميزة، حيث تنتشر بسطات المأكولات الشعبية في أزقة المنطقة التاريخية، مقدمة ألذ الأطباق التقليدية التي تحمل عبق الماضي، ومن بين هذه الأطباق، تحظى بسطات الكبدة والبليلة والبطاطس بإقبال كبير، إلى جانب مشروب “السوبيا” الذي يسيطر على المشهد الرمضاني برائحته المميزة ومذاقه الفريد، ويرافق عرض هذه الأطعمة والمشروبات أهازيج شعبية يرددها الباعة، مما يضفي على الأجواء مزيدًا من الألفة والحنين إلى الماضي.
تقليد تبخير الأواني بالمستكة
من العادات الرمضانية الفريدة التي لا تزال تحتفظ بمكانتها في جدة، تبخير الأواني وكاسات “التوتوه” بحبات المستكة، حيث يتم إشعال الجمر ووضع المستكة عليه لتعطير الأدوات المستخدمة في تناول المشروبات، لاسيما عند تقديم ماء زمزم، مما يمنحها نكهة ورائحة زكية تضيف لمسة خاصة إلى الأجواء الرمضانية.
إفطار على كورنيش جدة
في مشهد يعكس الجمال والسكينة، يفضل العديد من الأسر في جدة تناول وجبة الإفطار على كورنيش البحر الأحمر، حيث يجتمعون لمشاهدة لحظات غروب الشمس وسماع الأذان القادم من مآذن المساجد المنتشرة على طول الساحل، تبدأ العائلات بالتنزه عصرًا في أجواء منعشة، استعدادًا للإفطار وسط نسمات البحر وصوت أمواجه، ما يجعل التجربة أكثر تميزًا من الإفطار داخل المنازل، ويضفي عليها مزيدًا من البهجة والسرور.
موائد إفطار جماعية في الأحياء القديمة
تعتبر موائد الإفطار الجماعية من أبرز تقاليد جدة في رمضان، حيث يحرص السكان في الأحياء القديمة على الاجتماع حول سفرة واحدة، في مشهد يعكس قيم الضيافة والتلاحم الاجتماعي، وتجمع هذه الموائد الكبار والصغار في لحظات دافئة تسودها المحبة والتآخي، مما يعزز روح التكافل بين أفراد المجتمع.
المنطقة التاريخية أهم الوجهات الرمضانية
بعد أداء صلاة التراويح، يتجه العديد من أهالي جدة إلى المنطقة التاريخية “البلد”، التي تعتبر من أبرز الوجهات الرمضانية في المدينة. وتعتبر زيارة هذه المنطقة تقليدًا متوارثًا، حيث تجذب العائلات والشباب للاستمتاع بالأجواء الرمضانية المميزة بين الأزقة القديمة، وسط المباني التراثية والأسواق الشعبية التي تعج بالحياة حتى ساعات السحور.