تل أتريب في بنها: كنز أثري يكشف أسرار الحضارات القديمة

أسماء صبحي
تعد مدينة بنها عاصمة محافظة القليوبية من المدن المصرية العريقة التي تزخر بتاريخ يمتد لآلاف السنين. ومن بين أهم المواقع الأثرية فيها تأتي منطقة تل أتريب، التي كانت مركزًا حضاريًا بارزًا خلال العصور الفرعونية والرومانية. وتعد هذه المنطقة شاهدةً على تعاقب الحضارات التي استوطنت بنها تاركةً وراءها كنوزًا أثرية تعكس عظمة الماضي.
تاريخ تل أتريب
يرجع تاريخ منطقة أتريب إلى العصر الفرعوني، حيث كانت عاصمة للإقليم العاشر من أقاليم مصر السفلى خلال العصور القديمة. وقد عرفت باسم “حات حري إب” في اللغة المصرية القديمة. والتي تحوّلت لاحقًا إلى “أتريب” في العصر اليوناني الروماني.
ويقال إن تأسيس هذه المدينة يعود إلى الأسرة الرابعة الفرعونية (حوالي 2613 قبل الميلاد)، وظلت مركزًا هامًا حتى العصور الإسلامية. كما تميزت بموقعها الاستراتيجي على الضفة الغربية لنهر النيل مما جعلها ملتقى للتجارة والعبادات الدينية.
أبرز الاكتشافات الأثرية في المنطقة
- المعبد الأثري: في عام 2019، اكتشف فريق من علماء الآثار بقايا معبد أثري ضخم يعود إلى الأسرة التاسعة والعشرين (399-380 قبل الميلاد). كما كشفت الحفريات عن أعمدة حجرية ضخمة، بالإضافة إلى جدران مزخرفة بالنقوش الفرعونية. وهو ما يشير إلى أن المعبد كان مخصصًا لعبادة أحد الآلهة المصرية القديمة.
- الحمامات الرومانية: تعد حمامات أتريب الأثرية من أروع ما تركته الحضارة الرومانية في بنها. وقد استخدمت هذه الحمامات كمراكز اجتماعية تجمع فيها سكان المدينة لممارسة الرياضة والاسترخاء. كما بنيت هذه الحمامات بالطوب الأحمر المطلي بطبقات من الجير، ولكنها تعرضت للتآكل بفعل الزمن والعوامل الجوية.
- تابوت “بف ثيو آمون”: في أحد الاكتشافات المهمة، تم العثور على تابوت حجري ضخم في شارع فريد ندا ببنها. يعود إلى شخصية تدعى “بف ثيو آمون” الذي كان يشغل منصب المشرف على الحريم الملكي ورئيس الخزانة في العصر الفرعوني المتأخر. كما يتميز التابوت بنقوش هيروغليفية دقيقة تحكي قصة صاحب التابوت. إلا أن بعض هذه النقوش تعرضت للتلف بسبب عوامل الطبيعة.
قال الدكتور محسن حلمي بدوي، مدير عام هيئة الآثار بالقليوبية، إن منطقة تل أتريب تعد من أهم المواقع الأثرية في محافظة القليوبية. حيث تعكس التنوع الحضاري الذي شهدته مصر عبر العصور المختلفة. كما نعمل حاليًا على تنفيذ مشروعات للحفاظ على هذه الآثار من التدهور وإدراجها ضمن خطط السياحة الأثرية في مصر.