عادات و تقاليد

الغمسة على الإفطار والعصيدة في السحور.. عادات رمضانية أصيلة لقبائل البحر الأحمر

أميرة جادو

يعد شهر رمضان شهر الخير والبركة، حيث ينتظره الجميع بشوق كل عام، ولكل منطقة طابعها الخاص في الاحتفال به، إذ تختلف العادات والتقاليد من مكان إلى آخر، في جنوب البحر الأحمر، وخصوصًا في المناطق الجبلية ذات الطابع البدوي مثل مثلث حلايب وشلاتين، تحتفظ قبائل العبابدة والبشارية بعاداتها الغذائية الفريدة خلال الشهر الكريم، حيث تظل الأكلات التقليدية حاضرة على موائدهم الرمضانية.

الغمسة في الإفطار

وفي هذا الإطار، كشف أبو الحسن صالح، وهو أحد أبناء قبيلة العبابدة ويعمل ريس بحري، إن هناك وجبة مميزة يحرص سكان المناطق الساحلية على تناولها، وهي أكلة “الغمسة”، التي تعتمد على الأسماك وتعد أشبه بشوربة السمك، حيث تضاف إليها توابل مميزة تشتهر بها المنطقة، ثم يدفن السمك داخل الأرز ليأخذ نكهة مميزة.

القبوري على مائدة الإفطار

ومن جهته، أوضح أحمد جاد الله، وهو من أبناء قبائل العبابدة، أن المائدة الرمضانية في الجنوب لا تخلو من خبز “القبوري”، وهو نوع من الخبز الفريد يطهى بطريقة تقليدية بدفن العجين في الرمال الساخنة تحت الجمر والفحم المشتعل، تبدأ طريقة  إعداده بعجن الدقيق مع الماء وإضافة القليل من الملح، ثم يفرد العجين على الرمال الساخنة، ويدفن بالجمر داخل حفرة تعرف باسم “الموقدة” لمدة 20 دقيقة، وبعدها يقلب لتسويته بالكامل، هذه الطريقة تعطي الخبز مذاقًا خاصًا، حيث تحميه الحرارة العالية من الاختلاط بالرمال، ويخرج بعد التسوية دون شوائب تذكر، إلا القليل الذي يمكن إزالته بسهولة.

كما يطلق البعض على هذا الخبز اسم “بيتزا العبابدة”، وهو يعد غذاءً متكاملاً للمسافرين في الصحراء حتى دون الحاجة إلى إضافات أخرى، تنتشر طريقة إعداد “القبوري” في مختلف أنحاء الصحراء الشرقية لمصر، حيث تشكل بديلاً عن الأفران التي يصعب العثور عليها في هذه المناطق النائية.

العصيدة في السحور

ويضيف جاد الله أن هناك وجبة أخرى أساسية على مائدة السحور، وهي “العصيدة”، التي تعد مصدرًا هامًا للطاقة، حيث تساعد في تحمل الجوع والعطش خلال ساعات الصيام الطويلة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في تلك المناطق الصحراوية، تحضر العصيدة من الدقيق المخلوط بالماء، حيث يتم تسخينه على النار حتى يصل إلى قوام متماسك، ثم يترك ليبرد قبل أن يضاف إليه العسل، مما يمنحه طعمًا مميزًا وفائدة غذائية عالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى