إسرائيل تكشف وثائق خطيرة عن حرب أكتوبر.. وقائد عسكري مصري يرد
خبير عسكري يكشف للقبائل العربية عن خطة السادات لإيهام إسرائيل أن مصر لن تشن حرباً وهو ما نتج عنه خسارة إسرائيل للمعركة
إسرائيل تكشف وثائق خطيرة عن حرب أكتوبر.. وقائد عسكري مصري يرد
خبير عسكري يكشف للقبائل العربية عن خطة السادات لإيهام إسرائيل أن مصر لن تشن حرباً وهو ما نتج عنه خسارة إسرائيل للمعركة
كشف الأرشيف الإسرائيلي الحكومي، عن وثائق سرية تتعلق بحرب أكتوبر من العام 1973، أظهرت تفاصيل عن التقديرات والقرارات التي اتخذت قبيل اندلاع المعركة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن الوثائق كشفت سوء تقدير كل من وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش للوضع، بعد أن استبعدا إمكانية اندلاع حرب مع مصر وسوريا.
وذكرت الصحيفة أنه بعد 50 عاما على اندلاع الحرب، كشف الأرشيف الحكومي الإسرائيلي أن المسؤولين في إسرائيل اجتمعوا في مكتب رئيسة الوزراء غولدا مائير قبل 18 ساعة من بدء القتال، وناقشوا مسألة إجلاء العائلات السوفيتية من مصر وسوريا، والتدريب المشترك الذي أجرته الدولتان. وكان هناك إجماع أن الحرب لن تندلع.
وأضافت أن الصور ومقاطع الفيديو التي أخرجها الأرشيف أكدت أن الشك ظل يراود المسؤولين الإسرائيليين، واعترف وزير الدفاع الإسرائيلي أن تقييمه كان خاطئاً، متابعة أنه تغيب عن الاجتماع رئيس الموساد جهاز المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت زيفي زامير الذي كان في رحلة إلى لندن للقاء صديق.
وكشفت الوثائق أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان قال خلال الاجتماع، إن الصور الجوية أوضحت الاستعداد الكبير للقوات المصرية، خاصة فيما يخص سلاح المدفعية، واقترح إرسال رسالة إلى الأميركيين فحواها أن سوريا على وشك مهاجمة إسرائيل لكي يخبروا روسيا بأن إسرائيل لا تملك نوايا هجومية والكشف عن نوايا السوريين، وفقا للوثائق.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد ساعات قليلة، عقد اجتماع آخر في مكتب مائير، وقدم إيلي زعيرا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وجهة نظر أخرى مفادها أن الاستعدادات المصرية والسورية نابعة من الخوف من إسرائيل.
ونقلت الوثائق الإسرائيلية عن رئيس الأركان قوله إن “التقييم الأساسي القائم على التأكيد بأننا لسنا على أعتاب حرب جديدة أكثر عقلانية بالنسبة لي، استعداداتهم قد تكون قائمة على الاستعراض أو وجود مخاوف لديهم، وهذه ليست المرة الأولى التي نواجه فيها موقفا مشابها”.
وتابع قائلا: “لكن حتى أكون موضوعيا، علي أن أعترف بأنني لا أملك أدلة كافية تؤكد عدم وجود نية لديهم لإعلان الحرب”. وطلبت مائير بدورها من الجيش البقاء على اطلاع بالتحركات المصرية والسورية، وقالت “على كل حال سأبقى هنا خلال هذه الفترة، وأنا مستعدة لجميع الاحتمالات، آمل ألا نصل لتلك المرحلة”.
وفي صباح السادس من أكتوبر 1973، عقدت مائير جلسة بحضور وزراء وقادة الجيش الإسرائيلي بعد ورود معلومات حول الهجوم المصري والسوري الوشيك، وكان أحد الأسئلة الرئيسية يتعلق بتنفيذ ضربة استباقية ضد مصر وسوريا، لكن وزير الدفاع استبعد هذا الخيار قائلا “لا يمكننا تنفيذ ضربة استباقية في هذا الوقت من وجهة نظر سياسية، حتى قبل خمس دقائق من اندلاع الحرب”.
وساندت مائير وجهة نظر وزير الدفاع، وقالت “خيار الضربة الاستباقية مغري جدا ولكن علينا أن نتذكر أنها ليست حرب 1948، العالم الآن متيقظ ولن يصدقنا”.
من جانبه، أكد اللواء أركان حرب سمير فرج، مدير هيئة الشؤون المعنوية الأسبق بالجيش المصري لـ”القبائل العربية ” أن “لجنة أجرانات” وهي اللجنة التي شكلتها إسرائيل للتحقيق في الحرب والقصور الذي حدث خلال المعركة أصدرت قرارا وقتها بعزل رئيس الأركان الإسرائيلي، ومنعه من مزاولة أي مهام أخرى رئيسية في الدولة، متابعا أنه بالنسبة لغولدا مائير فجميع الصحف الإسرائيلية ووسائل الإعلام الرسمية أكدت أنها أخطأت بعدم موافقتها على رفع درجة الاستعداد، وعدم استدعاء الاحتياطي، وهي من أكبر الأخطاء التي وقعت فيها في هذه المرحلة.
وكشف الخبير العسكري المصري أن اللجنة أثبتت خطأ رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي لعدم توقعه أو إعطائه لرأي يجزم بأن هناك حربا قادمة من مصر وسوريا ضد إسرائيل، مضيفا أنه ولهذا السبب لم تعلن “لجنة أجرانات” تقريرها النهائي حول الحرب حتى الآن، لأنه يؤكد خطأ غولدا مائير وموشيه ديان بعدم اقتناعهما بعدم شن مصر وسوريا أي هجوم، ولم يقوما بإعلان التعبئة العامة.
ويضيف القائد الأسبق بالجيش المصري أن أحد الأسباب التي جعلت غولدا مائير لا تقتنع أن هناك حربا قادمة من مصر وسوريا يوم 6 أكتوبر هو ما وصلها من وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر عندما أرسل له الرئيس المصري الراحل أنور السادات مستشاره للأمن القومي أحمد حافظ إسماعيل قبل الحرب بشهرين، وأبلغه أن مصر لن تستطيع الهجوم لأن الروس رفضوا منح مصر أسلحة هجومية، متابعا أن السادات رد على هذا الرفض بطرد الخبراء الروس من بلاده عقابا لموسكو على عدم تزويد مصر بما تحتاجه من أسلحة لشن الحرب.
وأكد فرج أن السادات طلب من حافظ إسماعيل إبلاغ كيسنجر بضرورة التدخل للوصول لحل سلمي، خاصة أنه أي السادات، يتعرض لضغوط شعبية شديدة داخل مصر لشن الحرب واستعادة الأرض المحتلة، متابعا أن هذا كان ضمن خطة الخداع المصرية لإيهام إسرائيل أن مصر لن تشن حربا، وابتلعت غولدا مائير الطعم لثقتها في صدق هنري كيسنجر، ولذلك لم تقم بإعلان التعبئة قبل بدء الحرب، وأدى ذلك لخسارة إسرائيل للمعركة.