حوارات و تقارير

إيلات.. يوم صنع فيه أبطال البحرية المصرية المجد وأعادوا للعسكرية هيبتها

في مثل هذا اليوم من عام 1967، كتبت القوات البحرية المصرية واحدة من أعظم صفحات المجد في التاريخ العسكري الحديث، عندما نجحت في تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات، التي كانت حينها من أقوى قطع الأسطول الإسرائيلي وأكثرها تطورًا، لم تكن العملية مجرد مواجهة بحرية عابرة، بل كانت ردًا مصريًا حاسمًا على محاولات العدو إذلال مصر بعد نكسة يونيو، ورسالة للعالم بأن الإرادة لا تُهزم حتى في أصعب اللحظات.

ذكرى تدمير المدمرة إيلات

بدأت القصة حين اخترقت المدمرة إيلات المياه الإقليمية المصرية في سلوك استفزازي يهدف لإظهار التفوق الإسرائيلي في البحر المتوسط، لكن القيادة المصرية لم تتردد، فأصدرت أوامرها إلى القوات البحرية بالرد الفوري والحاسم، و تحركت على الفور وحدتان من لنشات الصواريخ المصرية طراز كومر من قاعدة بورسعيد، ترقبان الموقف بثبات وعزيمة.

وما هي إلا لحظات حتى رُصد الهدف بدقة، وتم إطلاق صاروخين من طراز سطح-سطح أصابا المدمرة إصابات مباشرة، لتتحول خلال دقائق إلى كتلة من النيران تغرق قبالة سواحل بورسعيد، و ساد الذهول في الأوساط العسكرية الإسرائيلية والدولية، إذ كانت تلك المرة الأولى في تاريخ الحروب البحرية التي تتمكن فيها وحدات بحرية صغيرة من إغراق مدمرة ضخمة بالصواريخ فقط.

غيّرت هذه العملية مفاهيم القتال البحري في العالم، وجعلت القوى الكبرى تعيد النظر في استراتيجياتها الدفاعية والهجومية، بعدما أثبتت مصر أن الحجم ليس معيار القوة، بل العقيدة القتالية والتكتيك الذكي.

ونظرًا لعظمة هذا الإنجاز، قررت الدولة المصرية أن يكون يوم 21 أكتوبر من كل عام عيدًا للقوات البحرية، تخليدًا لتلك الملحمة التي رفعت الروح المعنوية للمصريين وأعادت الثقة بقدرة الجيش المصري على استعادة كرامته.

يظل يوم تدمير المدمرة إيلات علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية، وشاهدًا خالدًا على أن الإرادة الوطنية يمكنها قلب موازين القوى مهما كانت الظروف، وأن في أحلك اللحظات يولد الأمل من جديد على أيدي أبطال لا يعرفون المستحيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى