ساحة الفنا.. رحلة سياحية في قلب المغرب
دعاءرحيل
ساحة جامع الفنا هي أحد أشهر المعالم السياحية في المغرب، وتقع في قلب مدينة مراكش، التي تلقب بـ”المدينة الحمراء” بسبب لون أسوارها ومبانيها. تعود تاريخ هذه الساحة إلى القرن الحادي عشر الميلادي، عندما أسس المرابطون مدينة مراكش وبنوا فيها جامع الكتبية وقصر الحجر. كانت الساحة مكانا للاستعراضات العسكرية والمناسبات الدينية والتجارية، وأصبحت بمرور الزمن ملتقى للثقافات والفنون والحرف من مختلف أنحاء المغرب والعالم.
تتميز ساحة جامع الفنا بأجوائها الحية والملونة، حيث يمكن للزائر أن يجد فيها كل شيء من المأكولات التقليدية والعصائر الطبيعية إلى الملابس والمجوهرات والتحف. كما يمكنه أن يستمتع بمشاهدة عروض متنوعة من مروضي الأفاعي ورواة القصص والموسيقيين والرقصات الشعبية. تعكس هذه العروض تاريخ وتراث وثقافة المغرب، وتجذب الآلاف من السياح كل عام. لذلك، اعترفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بساحة جامع الفنا كجزء من التراث الثقافي غير المادي للإنسانية عام 2001.
تحديات وتغيرات المغرب
ولكن ساحة جامع الفنا ليست مجرد مكان للتسلية والترويح، بل هي أيضا شاهد على تحديات وتغيرات المغرب عبر التاريخ. فقد شهدت هذه الساحة عدة أحداث سياسية واجتماعية هامة، مثل زيارات الملوك والزعماء، واندلاع ثورات وانتفاضات، وحدوث تفجيرات إرهابية. كان آخر هذه التفجيرات في 28 أبريل 2011، حيث انفجر قنبلة في مقهى أرغانا، أحد المطاعم الشهيرة في الساحة، مما أدى إلى مقتل 17 شخصًا، بينهم 11 سائحًا أجنبيًا2. رغم هذه المأساة، استطاعت ساحة جامع الفنا أن تستعيد نشاطها ورونقها بفضل تضامن سكان مراكش وزوارها، وتحولت إلى رمز للتسامح والتعايش بين الثقافات والأديان.
إن ساحة جامع الفنا هي جوهرة مراكش في أرض الله، وهي تستحق الزيارة والاستكشاف. فهي تقدم للزائر تجربة فريدة وممتعة، تجمع بين الماضي والحاضر، وبين التقاليد والحداثة. فلا عجب أن تكون هذه الساحة من أشهر الوجهات السياحية في العالم، وأن تلقب بـ”ساحة الألف ليلة وليلة”.