سيناء – محمود الشوربجي
الغرقانة منطقة سياحية تسحر الألباب وتقع علي بعد 30 كم من مدينة شرم الشيخ داخل نطاق محمية نبق أمام جزيرة تيران شمال المدينة ويقوم بزيارتها أكثر من3 ملايين سائح لممارسة رياضة الغوص والسنوركل للاستمتاع بالشعاب المرجانية والأسماك الملونة نادرة الوجود على مستوي العالم. سميت كذلك لاصطدام سفينة عملاقة بالشعاب المرجانية المتحجرة مما أدي لغرقها على الفور ولكن مازال حطام السفينة موجودا بالمنطقة ومزارا سياحيا لكل الوافدين لشرم الشيخ ولا يغادرون المدينة دون أن يشاهدوها مما جعل الغرقانة منطقة جذب سياحي هائل للمدينة رغم انه لم يعلن عن كامل أسرار السفينة الغارقة حتى الآن.
أطلق عليها قديما اسم منطقة ايتاب حيث كانت محطة الجمرك الامبراطوري في العهد البيزنطي خلال القرن السادس الميلادي لتحصيل الضرائب من القوافل التجارية القادمة من الهند إلى الموانئ البيزنطية إلى جزيرة تيران المعروفة بإيتاب قديماً كما كانت السفن البيزنطية الكبيرة والمراكب الصغيرة الحجم التي تتاجر في التوابل بكافة انواعها تتجه بها علي الشاطئ الشرقي للبحر الاحمر ومن جزيرة تيران تبحر السفن إلى ميناء العقبة أيله قديماً وإلى ميناء السويس البحري القلزم قديماً ومنه براً إلى الاسكندرية وإلى نهر النيل وهناك كان يتم توزيع منتجات الشرق لكل دول حوض البحر المتوسط وقد عثر قرب مدينة شرم الشيخ علي جرة كبيرة من جرار التخزين التي كانت تنقل بالمراكب القادمة من جزيرة تيران إلى ميناء العقبة الاردني مما يشير إلى أن السفينة الغارقة بمنطقة نبق السياحية بشرم الشيخ هي إحدى سفن نقل البضائع التي كانت تعمل على الخط الملاحي في عهد الامبراطورية البيزنطية ولم تبح بكامل أسرارها بعد.
ويطالب مدير آثار جنوب سيناء بإجراء أعمال حفائر تحت الماء حول جزيرة تيران لكشف حقائق أثرية وثقافية أكثر عن هذه السفينة وطبيعة المنقولات التي كانت تحملها وبقايا مبنى محطة الجمارك الامبراطوري وكل ما يتعلق به لكشف المزيد عن هذه الحضارة وعن النشاط التجاري الكبير للبيزنطيين بمنطقة سيناء ودورها في خدمة التجارة بين الشرق و الغرب.