فنون و ادبمرأه بدوية
المرأة السيناوية وفنون «البادية التراثية»
القبائل العربية – كتب: حاتم عبدالهادى السيد
المرأة عصب الحياة السيناوية، وهي محور الحياة، تربي الأبناء، وترعى الماعز والشياه، وتحلب الشياه، وتعد الطعام للأسرة والأضياف، وتساعد الرجل في الزراعة، وتقوم بأعمال المنزل وتزيينه، كما تساعد الرجل من خلال عملها في الحرف التراثية والتطريز، وحياكة الثوب، فالفتاة في البادية تظل لمدة عام كامل تعد ثوب زفافها، تطرزه بنفسها، وتجمله بالحلي الذهبية والفضية والإكسسوارات، كما تنسج موتيفاته من وحي الطبيعة.
فكل “غرزة” تدل على تقليد لمنطقة بعينها في سيناء، بأسمائها المعروفة، كما تضيف إلى برقع الوجه العملات الثمينة، حيث يمثل البرقع السيناوى ثروة الفتاة، ومهرها كذلك.
كما تقوم الفتاة والنسوة بتطريز الثياب لباقي أشكال الأسرة بأشكال زاهية، فهناك من تطرز “القروش”، في الشال المطرز، فيما تعمل المرأة السيناوية على تطزيز غرزة سلمى، لحياكة شكل القلادة، وأشكال أخرى تعرف بها الملابس السيناوية مثل عرق القرنفل، وعرق التوت، وجنينة المانجا التى تمزج بين اللونين الأحمر والأصفر، وتُصنع في شمال سيناء.
كما تستخدم بعضهن الخيوط في الرّسم، ولقد تم تحديث هذه الصناعة مع تقدم ماكينات التطريز؛ والتصاميم التى تدخلت الآلة الحديثة في تشكيل ألوانها الجميلة.
لكن تظل للثوب السيناوي البدوي هيئته الزاهية، وأشكاله ورسوماته المستوحاة من البيئة السيناوية، فهناك من ترسم جملاً، أو زهرة برية على الثوب، وهناك من تطرز أشكالاً للطيور الموجودة، فخلف كل غرزة يكمن حكاية تراثية أو موقف يمثل طبيعة هذا التراث البديع.