كيف تحولت السيدة نفيسة من ابنة الحسن إلى معلم تاريخي وروحاني في مصر؟
دعاء رحيل
مسجد السيدة نفيسة.. افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، مسجد ومقام السيدة نفيسة رضي الله عنها في القاهرة، بعد إعادة تطويره وتجميله، ضمن خطة الدولة لتطوير مساجد آل البيت ومسار آل البيت داخل القاهرة.
من هي السيدة نفيسة؟
السيدة نفيسة هي ابنة الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ولدت في مكة المكرمة عام 145 هـ، وانتقلت مع والدها إلى المدينة المنورة وهي بعمر خمس سنوات، وتعلمت الحديث والفقه من شيوخها وأئمتها، فكانت تُلقب بـ”نفيسة العلم”، وزوجها إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق رضي الله عنهما.
ما هو دورها في تاريخ مصر؟
انتقلت السيدة نفيسة إلى مصر عام 193 هـ، بعد أن دعاها أخوها زيد بن حسن لزيارته. فكان أهل مصر يحبونها ويحترمونها ويستشفعون بها في حوائجهم. وكان من زائريها الإمام الشافعي رضي الله عنه، الذي كان يستفتيها في بعض المسائل، وأوصى قبل وفاته أن تصلى عليه. توفيت السيدة نفيسة في رمضان عام 208 هـ، وأراد زوجها نقل جثمانها إلى المدينة المنورة لدفنها هناك، لكن أهل مصر اشتروا جثمانها بأموال كثيرة، وأخبر زوجها أن رؤى رؤية في منامه تأمره بأن يدفن نفيسة في مصر. فكان مقامها مزارًا شعبيًا يزوره الملايين من المصريين وغيرهم.
كيف تم تطوير مسجد السيدة نفيسة
تضمَّنَ التطوير إزالة التشوُّهات التارِيخية التى حَدثَتْ لِلْمَبْنى خِلاَلَ فَتراتِ الزمن المختلفة. وإعادة ترميم العناصر المعمارية والزخرفية الأصلية. وإضافة مرافق جديدة مثل المكتبة والمتحف والمركز الثقافي، وتحسين البيئة المحيطة بالمسجد، وتوفير خدمات للزائرين. كما تم تجهيز المسجد بأحدث التقنيات والأنظمة الذكية، مثل نظام الإضاءة والصوت والتهوية والحريق، ونظام التوجيه والإرشاد، ونظام العرض المتحرك للقرآن الكريم. بلغت تكلفة التطوير نحو 100 مليون جنيه مصري.
ما هي أهمية مسجدها للمصريين؟
يعد مسجد ومقام السيدة نفيسة من أهم المعالم التاريخية والروحانية في مصر. فهو يشهد على تاريخ طويل من العبادة والزهد والعلم. ويجذب الملايين من المصريين وغيرهم من كل طوائف المجتمع، الذين يأتون لزيارته والصلاة فيه والدعاء عند قبرها، آملين في شفاعتها وبركتها. كما يعبر المسجد عن حب المصريين لآل البيت رضوان الله عليهم، واحترامهم لأولاد النبي صلى الله عليه وسلم. وقد أظهر الشعب المصري فرحته بإعادة افتتاح المسجد بعد تطويره، معبرًا عن أمله في أن يكون هذا المشروع بشارة خير لمصر.