زينب صدقي: أيقونة فنية تترك بصمة لامعة في تاريخ السينما والمسرح
يصادف اليوم 23 مايو، ذكرى ميلاد الفنانة زينب صدقي. والتي تعتبر واحدة من نجمات عصر الفن الجميل، حيث تتمتع بوجه جميل وساحر يتميز بجاذبية خاصة. وبهذه المناسبة، نلقي الضوء في هذا التقرير على بعض محطات حياة النجمة زينب صدقي.
ولكن مع ذكرى ميلادها، نستذكر أيضًا وفاتها، إذ تركت زينب صدقي بصمة فنية لامعة. ولدت باسم ميرفت عثمان صدقي في مصر، لكنها كانت تحمل أصولًا تركية. مما منحها ملامح جمالية فريدة. كان لوجهها البارز وروحها الحيوية دورٌ كبير في جذب اهتمام الكاميرا وتألقها في عالم الفن والتمثيل.
انطلقت زينب صدقي في عالم التمثيل في عام 1917. حيث برزت بتألقها واستطاعت من خلاله أن تثبت مكانتها في عالم الفن، وخاصة بظهورها في عدة أدوار درامية أثارت إعجاب الجماهير. فازت بالجائزة الأولى لتفوقها في التمثيل الدرامي في مسابقة نظمتها لجنة تشجيع التمثيل والغناء المسرحي في عام 1926.
زينب صدقي استطاعت أن تحقق نجاحًا كبيرًا وتفوقًا في المسرحيات التي كانت تتحدث باللغة الفصحى. عملت في مسارح عديدة مثل مسرح رمسيس ومسرح الريحاني. وكانت جزءًا من فرقة عبد الرحمن رشدي. ملامح وجهها الطيبة ساعدتها في تقديم أدوار الأم والحماة ببراعة، حيث جسدت دور الناظرة الطيبة في فيلم “عزيزة”، وكانت الأم المصرية المثالية في فيلم “بورسعيد”، بينما قدمت شخصية الجارة الطيبة في فيلم “البنات والصيف”. كما قدمت أداءً مميزًا في فيلم “سنوات الحب” حيث برزت في أحسن حالاتها الفنية.
بعد إنجازاتها الفنية العديدة، قررت زينب صدقي وقف نشاطها الفني والاعتزال، حيث أعلنت قرارها قائلة: “الارستقراطية التي أعيش فيها لا تعني أنني غنية، فأنا لا أملك سوى الستر. وبعت كل ما أملك حتى المقبرة، وأنا في حاجة للعمل لأعيش. ولكن ما يهمني هو كرامتي الفنية، لأعيش في الخيال الجميل الذي عشت فيه أثناء قيامي بأدواري الخالدة”.
بعد تفكير عميق، قررت زينب صدقي اعتزال المسرح، الذي كان يمثل كل حياتها الفنية. وذلك وهي على قمة نجاحها. فضّلت الاعتزال قبل أن يتم اعتزالها، بعدما شعرت بأن الجمهور المثقف قد انصرف عن المسرح، واكتفى بالتمثيل للسينما لتأمين لقمة العيش.
زينب صدقي تزوجت مرة واحدة فقط ولكن لم يكن نصيبها في الزواج وتأسيس أسرة كنصيبها في الفن والتمثيل، فلم تستمر تلك الزيجة سوى 6 أشهر لتقرر زينب صدقي الانفصال وعدم خوض تجربة الزواج مرة أخرى. وارضاءا لروح الأمومة التي عاشتها في معظم أدوارها قررا أن تتبنى طفلة يتيمة وبالفعل قامت بذلك واطلقت عليها اسم ميمي صدقي والتي كانت تعيش في لبنان.