تاريخ ومزارات

عاشوراء.. عيد مصري قديم يحمل تاريخا طويلا وتقاليدا متنوعة

دعاء رحيل

عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري، وهو يوم يحتفل به المسلمون بطرق مختلفة حسب المذهب والمنطقة. ولكن هل تعلم أن عاشوراء كان عيدا مصريا قديما قبل ظهور الإسلام؟

فقد كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن عاشوراء هو عيد مصري قديم يرجع إلى الدولة القديمة في آواخر عصر القدماء المصريين، وكان من بين أعياد منف الدينية، وهي مدينة كانت تقع في شمال سيناء.

كيف كان يحتفل قدماء المصريين بعاشوراء؟

كان قدماء المصريين يحتفلون بعاشوراء بطقوس خاصة تتعلق بالزراعة والخصوبة. فكانوا يطلقون عليه عيد طرح بذور القمح، وكانوا يزرعون حبات من القمح في أصص صغيرة من الطين، ويسقونها بالماء المقدس من نهر النيل، ويضعونها في أماكن مضاءة بالشمس، وينتظرون نموها حتى تخضر.

كما كانوا يحتفلون بالأطفال في هذا اليوم، وكانوا يصبغون شعرهم بالحناء، ويلبسونهم ملابس جديدة، ويرسلونهم إلى المدارس لتعليمهم الكتابة والحساب. وكان هذا يعبر عن رغبتهم في تثقيف أبنائهم وإعدادهم للحياة.

علاوة على ذلك، كان قدماء المصريين يقدمون قرابين لآلهة منف، وخاصة لإله الشفاء إمحتب، وإله الزراعة أسار، وإلهة الخصب إزيس. وكان هذا يدل على اعتقادهم بأن هذه الآلهة تحفظ لهم صحتهم وثروتهم وأولادها.

 كيف تغير احتفال المصريين بعاشوراء بعد دخول الإسلام؟

بعد دخول الإسلام إلى مصر في القرن السابع الميلادي، تغير احتفال المصريين بعاشوراء ليتوافق مع المعتقدات الإسلامية. فأصبح يوافق ذكرى أحداث تاريخية هامة في الإسلام، مثل خروج النبي موسى وبني إسرائيل من مصر، ونجاة النبي نوح وأهله من الطوفان، وشفاء النبي أيوب من مرضه، وغيرها .

وأصبح المسلمون يصومون في هذا اليوم تقربا إلى الله وتذكرا لنعمه، ويحثون بعضهم على ذلك. كما أصبحوا يتصدقون على الفقراء والمحتاجين، ويزورون بعضهم البعض، ويتبادلون التهاني والدعوات .

ولم ينس المصريون تقاليدهم القديمة في عاشوراء، فظلوا يزرعون حبات القمح في أصص الطين، ولكن بدلا من تقديمها للآلهة، أصبحوا يقدمونها للأطفال كهدية. كما ظلوا يصبغون شعر الأطفال بالحناء، ويلبسونهم ملابس جديدة، ويرسلونهم إلى المدارس. وأضافوا إلى ذلك تقاليد جديدة، مثل طبخ حلوى خاصة بعاشوراء تسمى خشاف، وتتكون من مجموعة من الفواكه المجففة والمكسرات .

 ما هي أهميها في الوقت الحاضر؟

عاشوراء هو يوم يجمع بين التاريخ والدين والثقافة، ويعكس تنوع المجتمع المصري. فهو يذكرنا بأصولنا الفرعونية، وانتمائنا للإسلام، وتأثرنا بالحضارات المختلفة. فهو يجسد قيم الإيمان والصبر والشكر والتضامن والتسامح.

كما أنها هو يوم يحتفظ بروح الطفولة في نفوسنا، فهو يدخل الفرحة على قلوب الأطفال بالهدايا والحلوى والألعاب. فهو يعزز رابطة الأسرة والأصدقاء، ويقرب بين الأجيال، ولذلك، فإن عاشوراء هو عيد مصري قديم لا يزال حيا في ذاكرتنا وقلوبنا، ولا يزال يضفي على حياتنا جمالا وسعادة.

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى