المزيد

تعرف على قبيلة الأزد

تعرف على قبيلة الأزد
الأزد قبيلة عربية من كبرى قبائل العرب، ذات تاريخ عريق متجذر في أعماق التاريخ، أنشئ الأزد عدة ممالك عربية مهمة وكان لهم دور مفصلي في التاريخ الإسلامي، كما كان لهم دورًا كبيرًا في العديد من الإمبراطوريات العظمى في العصور القديمة بعد البعثة النبوية كان الأزد هم أول القبائل العربية إيمانًا بمحمد ﷺ حيث كان الأوس والخزرج من أول القبائل العربية استجابة لدعوته وأول من آواه ونصره، ومن ثم سماهم الله «الأنصار». وكان الطفيل بن عمرو الدوسي أول من اعتنق الأسلام من الأزد، وكان ذلك منه قبل الهجرة في مكة، وأول من عرض على الرسول ﷺ الإيواء. والنصرة، كما شاركت قبيلة الأزد في الفتوحات الإسلامية حيث كانوا من أوائلها. وظهر من الأزد العديد من العلماء والشعراء الذين أثروا العلوم والثقـافة البشرية والعربية والإسلامية. ويوجد بين قبائل الأزد وقريش تاريخ مشترك ومصاهرة حيث أن العديد من جدات الرسول ﷺ وكبراء قريش من الأزد. وعُرف الأزد بالفصاحة، فكانوا من أفصح الناس لسانًا، وأعذبهم بيانًا، اعتُمد على لغاتهم في أخذ اللسان العربي، وظهر أثرها الواضح في ألفاظ القرآن الكريم وقراءاته، وأحاديث الرسول، وما أثر عنهم من أقوال وأشعار وأمثال؛ كما كانت لغاتهم من مصادر الاحتجاج اللغويّ والنحويّ عند علماء العربية وغيرهم

والأزد من قبائل العرب في الجزيرة العربية، ورد اسمها في بعض المصادر الأسْد (بتسكين السين) وهي غير قبيلة أسَد (بفتح السين) العدنانية، بطونها كثيرة، ينتمي أكثرها إلى:مازن، نصر، الهِنو، عبد الله، وعمرو.

كانت مواطن الأزد الأولى بلاد اليمن جنوبي بلاد العرب، وبعد خراب سد مأرب، أو قُبَيل خرابه، نزحت قبائل الأزد من مواطنها في اليمن وتفرقت في مواطن أخرى، فنزل بنو نصر بن الأَزْد بلاد السَّراة، فسمي من نزل منهم بجبال السراة أزد السراة وشنوءة، ونزل بارق شن في أصدار السراة بتهامة. ونزلت طائفة من قبائل الأزد، تنحدر من مازن بن الأزد، ماءً يُعرف بغسَّان، فنسبوا إليه، منهم الأوس والخزرج الذين نزلوا يثرب، وخُزاعة التي نزلت مكة وما حولها، وآل جفنة الذين نزلوا بلاد الشام وأسسوا إمارة الغساسنة، وفي ذلك يقول ابن الكلبي وابن إسحاق:«جمع عمرو بن عامر بنيه، فقال لهم: يا بني إنّي قد علمت أنّكم ستتفرقون من منزلكم هذا بعدي. فمن كان منكم ذا همّ بعيد و جمل شديد و مزاد حصيد فليلحق بكاس و كود فلحقت وادعة ابن عمرو بأرض همدان. ثم قال: من كان منكم ذا همّ مدنّ و أمر ذي عنّ فليلحق بأرض شن‌، فلحقت بارق- واسم بارق عوف بن عدي بن حارثة – وقال بعض النسّاب سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر- ونزل معهم بنو مالك و شبيب ابنا عمرو بن عدي بن حارثة، و بارق جبل نزله سعد فسموا به. ولحقت أسد شنوءة بالسراة، وإنّما سموا أسد شنوءة وهم بنو مالك بن نصر بن الأسد».

بقي الأزد على ديانتهم الوثنية زمناً بعد ظهور الإسلام. وقدم منهم وفود إلى الرسول، وبعد وفاة الرسول ارتد بعض الأزد عن دفع الزكاة. ولما كانت الفتوح في صدر الإسلام، نزحت طوائف من الأزد إلى مواطن جديدة في الأمصار، فاستقرّ عِظمها في الكوفة واستوطن سائرها البصرة والشام ومصر، وفي ذلك قال الدكتور صالح أحمد العلي: «لما توفى الرسول كان الأزد ممن ارتدوا وتجمعوا مع بجيلة وخثعم يرأسهم حميضة بن النعمان البارقي، فأرسل إليهم عثمان بن أبي العاص والي اليمن قوة شتتتهم وأخضعتهم بعد أن هرب رئيسهم حميضة. ولما ولي عمر بن الخطاب الخلافة، وأباح لمن سبق ارتداده أن ينضم إلى الجيوش الإسلامية، قدم عليه جمع من بني كنانة والأزد وعددهم سبعمائة عامتهم بارق، وعليهم عرفجة بن هرثمة فسرحهم إلى العراق، وشاركوا في معركة البويب»، وقال المؤرخ حسين نصار:«ذكرت تواريخ الفتح العربي لمصر أن الأزد اشتركوا فيه، وصارت لهم خطة خاصة بهم في الفسطاط».

النسب
يجمع النسابون والمؤرخون أن قبيلة الأزد من كهلان، من سبأ، وقيل اسمه أدد، ويقال دراء. وفي سرد نسب الأزد إلى كهلان أقوال، منها:

الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وهو قول وهب بن منبه وابن إسحاق وابن الكلبي وطائفة.
الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن أُدَد بن زيد بن كهلان بن سبأ، وهو قول البخاري ووثيمة بن موسى وأبو علي الحاتمي والمرزباني وطائفة من النسابة.
واختلف النسابة في النسب من قحطان وما بعده، وفي ذلك قال صاحب الطبقات الكبير:«الأزد – واسمه درا – ابن الْغَوْثِ بْن نَبْتِ بْن مَالِكِ بْن زَيْد بْن كهلان بن سبأ – واسمه عامر – وسمي سبأ لأنه أوّل من سبى السبي. وكان يدعى عَبْد شمس من حسنه. ابن يشجب بْن يعرب. وهو المرعف. ابن يقطن، وهو قحطان. وإلى قحطان جماع اليمن. فَمَنْ نسبه إِلَى إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم ﷺ قَالَ قحطان بْن الهميسع بْن تيمن بْن نبت بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم. هكذا كان ينسبه هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ. ويذكر عن أَبِيهِ أنّه أدرك أَهْل النسب والعلم ينسبون قحطان إِلَى إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم». وقال البلاذري: «اختلف الناس في قحطان. فقال بعضهم: قحطان هو يقطان المذكور في التوراة بعينه، إلا أن العرب أعربته فقالت قحطان. وقال آخرون: هو قحطان ابن هود عليه السلام بن عبد الله بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام ابن نوح، وهو غير يقطان». وقال أبو القاسم المغربي:«سئل وهب بن منبه عن اليمانية، وهل أبوهم: هود؟ فقال: لا. ولكن وقعت الفتن بين العرب، وفخرت مُضر بأبيها إسماعيل، فادعت اليمن هوداً ليكون لهم أب من الأنبياء. وقحطان بن عَابَر، قوم انقرضوا، وهم: قحطان الأُولى. وأما قحطان فهو: قحطان بن الهَمَيْسَع بن تَيْمَن بن نابت بن إسماعيل».

أما هشام الكلبي فذكر أن أبيه محمد بن السائب الكلبي والشرقي بن القطامي يقولان: «قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن قيذار – وهو قيدر – وكان قيدر صاحب إبل إسماعيل. واسمه مشتق من ذلك. وهو ابن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم». وقال المبرد:«قحطان عند أهل العلم، فهو ابن الهميسع بن تيمن بن نبت بن قيذار بن إسماعيل».

ومع الخلاف في نسبة قحطان إلى إسماعيل أو عابر، إلا أن الأحاديث النبوية عن الرسول ﷺ تقول أن الأزد من سبأ أصحاب الجنتين من أهل اليمن، وجاء في حديث صححه الحاكم والألباني ورواة الترمذي في السنن، وقال: «قالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ، وما سَبأٌ، أرضٌ أو امرأةٌ؟ قالَ: ليسَ بأرضٍ ولا امرأةٍ، ولَكِنَّهُ رجلٌ ولدَ عشرةً منَ العربِ فتيامنَ منهم ستَّةٌ، وتشاءمَ منهم أربعةٌ. فأمَّا الَّذينَ تشاءموا فلَخمٌ، وجُذامُ، وغسَّانُ، وعامِلةُ، وأمَّا الَّذينَ تيامنوا: فالأزدُ، والأشعرون ، وحِميرٌ، وَكِندةُ ومَذحِجٌ، وأنمارٌ. فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ، ما أنمارٌ؟ قالَ: الَّذينَ منهم خثعَمُ، وبَجيلةُ».

قبائل الأزد
الأزد
مازن بن الأزد
جفنة
الغساسنة
خزاعة
الأوس والخزرج [الأنصار]
العتيك
بارق
ألمع
شكر
نصر بن الأزد [ شنوءة ]
عمرو
ميدعان
راسب
سلامان
شعيب
ماسخة
شجاعة
زهران
غامد
لهب
ثمالة
الهنو بن الأزد
الحَجْر
حوالة
باقم
عبدالله بن الأزد
قرن
عك
عمرو بن الأزد
عرمان
وتنتسب قبائل الأزد جميعًا إلى الأزد والأزد لقبه، واسمه دِراء بوزن (فِعَال)، والأزْد والأسْد لغتان، والأخيرة أفصح، إلا أن الأولى أكثر.قال ابن دريد:«اشتقاق الأسْد من قولهم: أسِدَ الرجل يأسَدُ أسْدًا، إذا تشبّه بالأسد».

ديار الأزد
وتنتشر قبائل الأزد في أرجاء شبه الجزيرة العربية وما جاورها معظمهم مستقرين في ديارهم حتى يومنا هذا، يمكن تقسيم ديارهم إلى:

الحجاز:
ديار وأرض قرار معظم قبائل الأزد في الحجاز، ديار قبائل (ثمالة،البقوم،غامد،زهران،لهب،حوالة،شكر،بلقرن،الحجر،بارق،ألمع) في جنوب الحجاز أو كما سماه البكري «حجاز الأسود» تفريقًا له عن حجاز المدينة (شمال الحجاز)، الذي تسكنه قبيلة الأنصار (الأوس والخزرج) وهم في ديارهم تلك منذ العصور الجاهلية حتى منتصف العصر العباسي فقد خلت المدينة منهم؛ وذلك عائد إلى عدة عوامل أهمها الهجرة المصاحبة لتوسع الدولة الإسلامية، وأيضًا وقوع المصائب والمحن بالمدينة المنورة، وخلو المدينة منهم تواتر خبره، وهم اليوم يتواجدون كعوائل في كل من (مكة المكرمة والجموم وجدة وينبع وهدى الشام وقرى وادي فاطمة، وبعض قرى محافظة الكامل وغيرها).

تهامة:
تتنوع مساكن قبائل الأزد بين سراة وتهامة، لعل أبرز القبائل التي استقرت في تهامة بقضها وقضيضها هي قبيلة عك.

شرق شبه الجزيرة العربية:
تواجدت قبائل الأزد بشتى فروعها بشكل أساسي في إقليم عمان وإقليم البحرين وتواجدت قبائل الأزد في جنوبي بلاد الرافدين في الحيرة وما جاورها ولقد كانوا أحد القبائل العربية المكونة لما عُرف بحلف تنوخ، وامتدت ديارهم إلى جنوبي الأردن داخل مملكة الأنباط، وجنوب سوريا الذي أسس فيه أبناء جفنة من بني غسان مملكتهم المعروفة بمملكة الغساسنة، واتخذوا يُصرى عاصمة لهم وأمتد نفوذهم إلى التخوم الشمالية للحجاز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى