سارية الجبل.. قصة النداء الذي أنقذ جيش المسلمين من مخطط الأعداء
أسماء صبحي
سارية بن زنيم الدؤلي الكناني، صحابي مخضرم شهد الجاهلية والإسلام واكتشف فيهِ عمر شخصية القيادة، وشهد له جميع القادة الذين عمل تحت إمرتهم وأثنوا على حسن بلاءهِ واقدامهِ في الحروب. لذلك أسند إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قيادة أحد جيوش الفتح إلى بلاد فارس سنة 23 هـ، وذلك لفتح مدينة دارابجرد ومدينة فسا من بلاد فارس.
قصة سارية الجبل
تحصن سارية بجبل خشية أن يلتف الأعداء من خلفه، وعندما أحسّ الأعداء أنه لا يمكنهم مقاتلة سارية. دبروا خطة بأن يتراجعوا من أمام المسلمين حتى يظنوا أنهم انهزموا فيتبعهم المسلمون في مطاردة تبعدهم عن الجبل، ثم يطبقوا عليهم من خلفهم. لم يكن سارية على دراية بخطة أعدائه وكاد أن يقع في مخططهم.
في نفس اليوم، كان أمير المؤمنيين عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة. فإذا بعمر (رضي الله عنه) ينادي بأعلى صوته أثناء خطبته: “يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم”.
عجب الناس من مقوله عمر ولم يفهموه، وبعد انتهاء الخطبة تقدم علي بن أبي طالب نحو عمر وسأله عن هذا الكلام. فقال عمر: “والله ما ألقيت له بالاً، شيءٌ أتى على لساني”.
وبعد شهر من هذا قدم سارية على عمر في المدينة فقال: “ياأمير المؤمنين، تكاثر العدو على جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم. فسمعت صوتاً ينادي: “يا سارية الجبل الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم”. فعلوت بأصحابي الجبل فما كان إلا ساعة حتى فتح الله علينا”.