من يمر بها يودع الحياة.. أسطورة “ثنية الوادع” التي أثبت الرسول كذبها
أسماء صبحي
تعتبر ثنية الوداع من المواقع التاريخية الهامة في التاريخ الإسلامي، وهي تقع على مدخل المدينة المنورة ويتكون من ثنيتين الشمالية والجنوبية. وتقع الثنية الشمالية قرب رابية محدودة الحجم، حيث أقيم مسجد صغير بالقرب منها، ثم أزيل المسجد لاحقاً. وأزيلت الرابية أيضاً بعد تنفيذ مشروع جديد للطرقات في المنطقة.
أسطورة الموت وثنية الوداع
الثنية الجنوبية التي شاع عنها الكثير من الأساطير عند العرب في العصر الجاهلي قبل الإسلام. حيث انتشرت أسطورة على لسان عبّاد الأوثان واليهود، وتقول هذه الأسطورة إن كل من يدخل يثرب (المدينة المنورة) من هذه الثنية عليه أن يتوقف عندها ثم ينهق كالحمار. وإن لم يفعل أصابته الحمى، وربّما أودت بحياته.
وعلى الرغم من إبطال هذه الأسطورة من قبل الشاعر العربي الجاهلي المعروف باسم عروة بن الورد. الذي دخل المدينة دون أن ينهق فلم يحدث له شيء، فانتهت بهذه الحادثة الأسطورة الكبيرة وبقي الكثير من الأساطير الأخرى حول هذه الثنية.
وعرف عن هذا المكان في الجاهلية أنه كان وكراً للفساد وتدبيراً للمؤامرات من قبل اليهود وشرب الخمر. وكان مكانا لقطّاع الطرق واللصوص، وانتشرت أسطورة “أن الذي يمر منه عليه أن يودع الحياة”. وكان الأوس والخزرج يخافون من الاقتراب منه، حيث أشاع اليهود أنه من يقترب من هذا الطريق ﻻ يرجع
مفاجأة الرسول صلى الله عليه والسلام
ارتبط هذا الموقع التاريخي في العقل الإسلامي بأبيات شعرية أنشدها أهل المدينة بمجرّد رؤيتهم رسول الله. وكان الصحابة ينتظرون الرسول في الطرق الرئيسية ليثرب (المدينة المنورة). ولم يخطر ببالهم أن النبي يسلك طريق ثنية الوداع، ولكن الله أمر الناقة القصواء بسلوك طريق ثنية الوداع. حيث قال الرسول لكل من يقترب من الناقة (دعوها فإنها مأمورة)، ليثبت كذب اليهود وافتراءات المشركين، ويبدد خوف الأوس والخزرج. وأنه صلى الله عليه وسلم جاء بالدين الحق الذي يقضي على الخزعبلات والخرافات.
وفوجئ أهل المدينة المنورة بخروجه صلى الله عليه وسلم من ثنية الوداع فاستقبلوه قائلين النشيد الشهير.
ولكن بعض المفسيرين لهم تفسير آخر في هذا النشيد الإسلامي. إنه لم يثبت أن أهل المدينة أنشدوه عند وصول النبي إلى المدينه قادم من مكة. ومنهم من قال إن أهل المدينه استقبلوا النبي حينما عاد من تبوك بهذا النشيد.
هكذا اختلفوا متى أنشد أهل المدينه هذا النشيد. وأيا كان فلقد استقبل اهل المدينه رسول الله بهذا النشيد الخالد.