صبحة أبو رفاعي.. المرأة التي نقلت رسائل النصر في سيناء
دعاء رحيل
في زمن الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، كانت هناك مجموعة من النساء الشجاعات اللاتي لم يقبلن بالهوان والذل، وقدمن خدمات جليلة للوطن بتوصيل رسائل المناضلين عن تحركات العدو إلى القيادات المصرية في القاهرة. من بين هؤلاء النساء، كانت المناضلة السيناوية «صبحة أبورفاعي»، التي توفيت مؤخرا عن عمر يناهز 80 عاما بعد صراع مع المرض.
من هي صبحة أبو رفاعي؟
صبحة أبو رفاعي هي امرأة من قبيلة الرياشات في الشيخ زويد شمال سيناء، وهي والدة الشيخ عبد المنعم أبو رفاعي، أحد قادة قبيلته. كانت تتاجر في الأقمشة مع رفيقتها المحاهدة فرحانة أبو رياش من نفس قبيلتها¹². وكانت تستغل هذه التجارة كغطاء لمهمتها الحقيقية، وهي نقل رسائل المجاهدين السيناويين عن خطط وتحركات العدو الإسرائيلي في سيناء قبل نصر أكتوبر المجيد.
كيف كانت تؤدي مهمتها؟
كانت صبحة أبورفاعي تضع الرسائل المشفرة في لفافة أطفالها الصغار. وكانت تحملهم معها أثناء عبورها قناة السويس في طريقها إلى القاهرة، حيث كانت تسلمها إلى الجهات المختصة. وقد نجحت في هذه المهمة مرات عديدة دون أن تثير شكوك الإسرائيليين. كما كانت على اتصال بالمناضلات الأخريات من قبيلة الرياشات، مثل فرحانة أبو رياش، التي كانت تنبهها على ضرورة الوصول إلى القيادات في القاهرة، وإبلاغهم بالتعليمات والخطط المطلوبة.
ما هو دورها في حرب أكتوبر؟
كان دور صبحة أبو رفاعي في حرب أكتوبر مهما وحاسما. فقد ساعدت في نقل معلومات استخبارية عن تحركات العدو الإسرائيلي في سيناء، والتي ساهمت في تحقيق الانتصار العظيم للجيش المصري. كما شاركت في تقديم المساعدات والإغاثة للجنود والمدنيين الذين تضرروا من الحرب. وقد تم تكريمها ومنحها نوط النضال من الدرجة الأولى للنساء اللاتي قدمن خدمات للوطن.
ما هو إرثها؟
إرث صبحة أبو رفاعي هو إرث من الشجاعة والتضحية والوطنية. فهي مثال للمرأة المصرية التي لم تتخلى عن أرضها وشعبها في زمن الشدة، وقدمت كل ما في وسعها للدفاع عن حقوقها وكرامتها. هي أيضا مثال للتعاون والتضامن بين نساء سيناء، اللاتي كان لهن دور بارز في مقاومة الاحتلال ودعم المجاهدين. هي أخيرا مثال للأم المصرية التي ربت أبناءها على حب الوطن والانتماء إلى قبيلتها وأصولها.
صبحة أبو رفاعي هي واحدة من بطلات سيناء، التي سجلت أسماءهن بحروف من نور في تاريخ مصر. فقد كانت رسولة النصر في زمن الظلام، وكانت نبراسًا للأجيال التي تلتها. نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يجزيها خيرًا على ما قدمته لوطنها.