مسجد مسالك الجنان.. رمز للإسلام والصوفية في غرب أفريقيا

دعاء رحيل

مسجد مسالك الجنان هو أكبر مسجد في غرب أفريقيا، ويقع في العاصمة السنغالية داكار. يعتبر هذا المسجد معلما دينيا وثقافيا وهندسيا، ويحظى بإعجاب واحترام المسلمين وغيرهم من جميع أنحاء العالم. في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ ومعنى ومميزات هذا المسجد الفريد.

 تاريخ مسجد مسالك الجنان

بدأ بناء مسجد مسالك الجنان في عام 2012، واستغرق سبع سنوات حتى اكتمل. افتتحه رئيس السنغال ماكي سال في 27 سبتمبر 2019، بحضور عدد كبير من الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية من داخل وخارج البلاد². بلغت تكلفة بناء المسجد حوالي 30 مليون يورو، وتبرع به أتباع الطريقة المريدية الصوفية، التي تعد أحد أبرز الطوائف الدينية في السنغال¹.

 معنى اسم المسجد

أُخذ اسم المسجد من عنوان كتاب يعد من أهم مؤلفات الشيخ أحمد بمبا، زعيم الطريقة المريدية بالسنغال. يحتوي هذا الكتاب على نصوص دعائية وأخلاقية وتزكية، تهدف إلى توجيه المؤمن إلى طريق الله والجنة¹. يعبر اسم المسجد عن روحانية وإخلاص وطموح أتباع هذه الطريقة، التي تؤكد على قيمة العبادة والعمل والولاء لله.

 مميزات مسجد مسالك الجنان

– يتسع المسجد لـ10 آلاف مصل في الداخل، و20 ألفا في الفناء. كما يضم مكتبة ومتحفا وقاعة للاحتفالات.
– يتميز المسجد بطرازه المعماري الذي يجمع بين التقاليد الإسلامية والأفريقية. فهو يحتوي على قبة كبيرة وأربعة مآذن عالية، تزينها نقوش هندسية وزخارف نباتية. كما يستخدم في بنائه مواد محلية مثل الحجر والخشب.
– يضفي المسجد جمالا ورونقا على منظر المدينة، خصوصا في الليل حين يضيء بألوان مختلفة. كما يطل المسجد على البحر الأطلسي، مما يعكس روح الانفتاح والتسامح التي ينشرها.
– يعد المسجد مركزا للتعليم والثقافة والدعوة، حيث يقام فيه دروس ومحاضرات وندوات ومؤتمرات عن الإسلام والصوفية والتاريخ والفن والعلوم. كما يستقبل المسجد زوارا من مختلف الديانات والثقافات، ليتعرفوا على رسالته ورمزيته.

مسجد مسالك الجنان هو مثال على الإبداع والتفاني والإيمان الذي يملأ قلوب المسلمين في السنغال. هو أيضا شاهد على التنوع والحوار والسلام الذي يسود بين أبناء هذه البلاد. ندعو الله أن يبارك هذا المسجد، وأن يجعله نبراسا للهداية والخير.