أم المساكين: زينب بنت خزيمة ودورها في رعاية الفقراء
لم يمر وقت طويل بعد دخول حفصة بنت عمر بن الخطاب إلى بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.حتى دخلته أرملة من قريش، خامسة أمهات المؤمنين، زينب بنت خزيمة. يبدو أن تفاصيل حياتها قد فقدت في غموض الزمان، فلم يتبق منها سوى بضعة نقاط متناثرة في كتب السيرة والتاريخ.
حسبما يروي الطبري، تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة من قبيلة بني هلال في شهر رمضان. كانت زينب متزوجة من الطفيل بن الحارث، ولكنها طلقته قبل زواجها بالنبي. هذه الرواية تختلف عن الرواية التي تقول إنها كانت زوجة شهيد. كما تختلف كتب السيرة أيضًا فيمن تزوج زينب من النبي. فبينما يروي ابن الكلبي أن النبي خطبها لنفسه وتزوجها، يقول ابن هشام إن عمها قبيصة بن عمرو الهلالي تزوجها وأصدقها النبي محمد بـ 400 درهم.
زينب بنت خزيمة
وتختلف كتب السيرة في المدة التي قضتها زينب بنت خزيمة في بيت النبي. فوفقًا للإصابة. دخلت عليه في نفس الفترة التي دخلت فيها حفصة بنت عمر، ثم توفيت بعد شهرين أو 3 أشهر فقط. بينما وفقًا لابن الكلبي، تزوجها النبي في شهر رمضان من العام الثالث للهجرة. وعاشت معه 8 أشهر قبل أن تتوفى في ربيع الآخر من العام الرابع للهجرة.
على الرغم من التناقضات بين مختلف مصادر السيرة والتاريخ بشأن زينب. فإنهم اتفقوا على وصفها بالطيبة والكرم والرحمة تجاه الفقراء. لقد أطلق عليها لقب “أم المساكين” بسبب عطفها ولطفها معهم. وقال الزهري: “تزوج النبي زينب وكانت تعرف بـ ‘أم المساكين’ بسبب سخائها وعطفها على الفقراء، وكانت من بني عامر بن صعصعة”.
يبدو أن زينب توفيت وهي في الثلاثين من عمرها، وهذا ما ذكره الواقدي ونقله ابن حجر في الإصابة. كانت تعيش حياة هادئة في بيت النبي، مرتاحة ومطمئنة بما حظيت به من شرف الزواج منه وبوظيفتها كأم المؤمنين. وقد ورد في التاريخ أنها كانت أول من دفن من أمهات المؤمنين في المقبرة البقيعية، فدُفنت بجوار زوجات النبي.