تاريخ ومزارات

عقوبة الكي بالنار في مصر القديمة.. كيف كان يتم تنفيذها ؟

أسماء صبحي 

لعل أقدم الإشارات التي وردت عن عقوبة الكي بالنار ترجع إلي متون الأهرام. حيث نجد في إحدي الفقرات التي يخاطب فيها المتوفي بضرورة سماع أبيه “جب” حتي لا يسمع صوت أداة الكي فوق رأسه. فيذكر ” إذا أنت لم تسمعه فسوف اسمع كيه فوق رأسك”.

عقوبة الكي بالنار

وتقول شروق السيد، الخبيرة في التاريخ المصري القديم، يبدو ان هذه الممارسات كانت توقع علي العبيد والأسري، كما كانت توقع علي المجرمين وبخاصة المحكوم عليهم بعقوبة السجن. وهي إشارة إلي أنهم أصبحوا عبيد وخدما في خدمة عرش. ولدينا نص من عصر الانتقال الأول يشير إلي هذه العقوبة لمن ينتهك حدود جبانة ابيدوس. فيذكر “الشخص الذي سوف يعثر عليه، اي واحد داخل حدود هذه اللوحات سواء كان صانعا أو كاهنا، حينئذ سوف يوصم”.

وأضافت السيد، أنه نادراً ما كانت هذه العقوبة توقع كعقوبة تابعة مصاحبة لعقوبة الضرب. وهي ما أشارت إليه اوستراكا Berlin 12654 (عصر الدولة الحديثة) فذكرت أن الرسام “نب-نفر” عندما خسر قضيته حكم عليه بالضرب مائة ضربة وعشرة علامات كي بالنار.

وتابعت الخبيرة في التاريخ المصري القديم، إنه حيانا ما كانت تنص الوثائق علي ذلك الجزء من الجسد الذي توقع عليه العقوبة كباطن القدم مثلا. ويبدو أن فكرة تمييز المجرمين عبر إحداث عاهات جسدية دائمة كان الهدف منها حماية المجتمع من شرورهم. ويبدو أيضا أن هذا الكي بالنار كان لا يوقع الا على من يضبط في أكثر من قضية أو من نسميه باللغة القانون المعاصر”مسجل خطر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى