عيد الفطر في الدول العربية.. “مزيج من التقاليد والابتكار”
عيد الفطر هو مناسبة مهمة يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم بعدة عادات وتقاليد متنوعة، كما أن عيد الفطر هو مناسبة مهمة في العراق وتتميز بعدد من العادات والتقاليد المميزة. يحافظ العراقيون على نكهة الماضي رغم انحسار الكثير من عادات العيد وطقوسه الشعبية بحكم تغير نمط الحياة وتطورها وانشغالهم بهموم المعيشة، إضافة إلى هاجس الأمن الذي يراود الكثيرين ممن فجعوا بفقد أحبابهم.
ذكريات العيد
من بين أبرز تلك الذكريات أيام العيد التي كان لها طعم خاص مستمد من العادات والتقاليد العراقية، وهو التسوق قبيل حلول عيد الفطر بأيام، وتحضير النسوة العراقيات (الكليجة/كعك محشو بالتمر)، وعدد من الحلويات العراقية الأخرى مثل /كمن السما/، /الحلقوم/، و/المسقول/، والتي يتم وضعها على طاولات مزينة داخل صالات الجلوس في المنازل وتقديمها للضيوف والمهنئين.
بالإضافة إلى ذلك، يحرص العراقيون بعد أداء صلاة العيد في الجوامع، على تبادل التهاني فيما بينهم بمناسبة عيد الفطر، وبعد ذلك، زيارة المقابر وهذه عادة مستمرة منذ زمن طويل ولم يكف الناس عن ممارستها مهما كانت الظروف المحيطة.
كما يتذكر العراقيون بحنين مفرط ليلات العيد وطقوسه المتنوعة أيام زمان حيث كانت المتنزهات والسينمات المنتشرة في بغداد من أهم الوسائل الترفیھیة التی تجمع العائلات العراقیة كمتنزه سلمان باك ومتنزھ أبو نؤاس وغیرھا من المتنزھات التی تملأ العاصمة بغداد .
الإمارات
في الإمارات، يتم إضاءة أماكن عديدة بالأنوار وزينة العيد وإذاعة الأغاني المختلفة التي تعبر عن فرحة العيد. في المملكة العربية السعودية، يتناولون التمر مع القهوة العربية المميزة وأيضًا تقديم أصناف أخرى من الحلوى ومنها (المعمول، الهريسة، وعريكة التمر) . في تونس، يقوم أحد الأشخاص بالسير في الشوارع والميادين حاملاً طبلة وعصاه يقرع عليها ويسمى بـ”بوطبيلة” ويشبه المسحراتى في مصر، ليهنىء الناس بحلول العيد مقابل الحصول على بعض النقود .
نيجيريا
في نيجيريا، ينتظر الشعب بعد تأدية صلاة عيد الفطر مشاهدة موكب أمير المدينة ومواكب الوزراء عند المرور بالشوارع . في اليمن، يتجمع الشباب للرقص على دق الطبول، وعزف بعض الأغانى التراثية الخاصة بأول أيام العيد، ويسمى هذا التقليد بـ”الطاسة” . في عُمان، يخرج الرجال مصطحبين المصابيح للتهليل والتسبيح مرتدين الملابس الشعبية والخنجر والبنادق، بينما ترتدى النساء الحلى ويضعن الحناء للأطفال للاحتفال بالعيد.
عيد الفطر في المغرب يحمل طقوسه رغم بعض العادات المتشابهة بين كل الدول الإسلامية. يستهل المغاربة يوم عيدهم بتوزيع الزكاة بعد صيامهم الشهر الفضيل، وبعد تأدية الصلاة، يجتمعون على مائدة الفطور التي تتألف من مأكولات مختلفة من الفطائر المغربية والحلويات التقليدية التي تصنع خصيصا لهذه المناسبة، بحيث تقدم مع الشاي والقهوة.
العيد في المغرب هو يوم مميز على مستوى الملبوس، حيث يتم اقتناء ملابس خاصة به وهي تركز أساسًا على اللباس التقليدي، الذي يكون حاضرًا بقوة في المناسبات الدينية المغربية. تلبس المرأة “جلابة” والرجل يحرص على لبس “القندورة” خلال صلاة العيد أو الجلباب مرفوقًا بـ”البلغة” المناسبة له، أو “الجبادور”.
كما يعتبر هذا العيد في المغرب فرصة لإحياء صلة الرحم وتقوية الروابط الأسرية، ومن العادات أن يتوجه الابن إلى بيت والديه رفقة زوجته وأبنائه ومن ثم إلى بيت أسرة زوجته لإحياء الرحم . في المساء، يفضل أغلبية المغاربة الخروج إلى المنتزهات أو على “الكورنيش”، كما تحرص الجدات، خاصة، على تقديم بعض المال لأحفادهن احتفالًا بعيد الفطر .