حوارات و تقارير

الحبيب بورقيبة: مؤسس تونس الحديثة ورائد الإصلاحات العربية

أسماء صبحي

الحبيب بورقيبة هو أحد الشخصيات البارزة في تاريخ تونس الحديث. ويعتبر من مؤسسي الدولة التونسية الحديثة وأحد أبرز القادة العرب في القرن العشرين. ولد بورقيبة في 3 أغسطس 1903 في مدينة المنستير التونسية. وكان له دور محوري في تحرر تونس من الاستعمار الفرنسي وإرساء أسس الدولة الحديثة.

نشأة الحبيب بورقيبة

نشأ بورقيبة في أسرة متوسطة الحال، وكان لديه شغف بالعلم والتعليم. ودرس في المدرسة الصادقية بتونس، ثم سافر إلى فرنسا لدراسة الحقوق في جامعة مونبلييه. وخلال وجوده في فرنسا، تأثر بأفكار الحركة الوطنية والحداثة، مما ساهم في تشكيل رؤيته السياسية فيما بعد.

انخرط بورقيبة في النشاط السياسي منذ شبابه، وكان من أبرز القيادات الوطنية التي ناضلت ضد الاستعمار الفرنسي في تونس. كما أسس الحزب الدستوري الجديد في عام 1934، وكان له دور بارز في حشد الشعب التونسي ضد الاحتلال الفرنسي. وبتوجيهاته، تمكنت تونس من تحقيق استقلالها في عام 1956. ليعين بورقيبة رئيسًا للوزراء، ثم أصبح أول رئيس للجمهورية التونسية بعد إلغاء النظام الملكي في 1957.

فترة حكمه

شهدت تونس تحت قيادة بورقيبة سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية. فقد أطلق العديد من السياسات التي هدفت إلى تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية. كما كان له دور كبير في تحسين وضع المرأة التونسية من خلال قوانين تضمن حقوقها في الزواج والطلاق والتعليم والعمل. وكان قانون الأحوال الشخصية الذي أُصدر في عام 1956 من أهم الإصلاحات التي أُقرّت تحت قيادته. حيث كانت تونس من أوائل الدول العربية التي تضمن حقوق المرأة بشكل قانوني.

وعلى المستوى الدولي، كان بورقيبة معروفًا بتوجهاته الليبرالية وعلاقاته القوية مع الدول الغربية. كما كانت سياسته الخارجية تهدف إلى تعزيز استقلال تونس وتعزيز مكانتها في المجتمع الدولي. وكان يعرف بموقفه المعتدل في النزاع العربي الإسرائيلي، حيث دعا إلى السلام في الشرق الأوسط وكان من أوائل القادة العرب الذين طالبوا بحل النزاع بشكل سلمي.

ويقول الدكتور علي البكوش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة تونس، إن بورقيبة كان قائدًا ذا رؤية استشرافية، كما أسس لتونس الحديثة من خلال سلسلة من الإصلاحات التي أثرت على المجتمع التونسي والعربي ككل.

ويعتبر الحبيب بورقيبة اليوم رمزًا للحرية والإصلاح في العالم العربي. ورغم التحديات التي واجهها خلال فترة حكمه، إلا أن إرثه يبقى حيًا في تونس وفي الذاكرة الجماعية للعرب بشكل عام. ولا يزال تأثيره في السياسة التونسية والشؤون العربية ملموسًا حتى اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى