حوارات و تقارير

رئيس الوزراء العاشق الولهان.. “محمد توفيق نسيم” أشهر شخصيات تاريخ مصر المعاصر

أسماء صبحي 

معالى دولة محمد توفيق نسيم باشا، أحد أشهر الشخصيات في تاريخ مصر المعاصر. حيث تقلد منصب رئيس وزراء مصر ثلاث مرات، كان آخرها في الفترة من 1934 وحتى 1936.

تصدى لإسماعيل صدقي خصمه اللدود الذي تحدى الشعب المصري والحركات الوطنية بتعطيل العمل بدستور 1923، والذي كان يضمن قدرًا كبيراً من السلطة للشعب. مما أثار غضب الشارع المصري بمختلف توجهاته، وبعد جهود مضنية تمكن نسيم باشا من إعادة العمل بدستور 1923. فزادت شعبيته بين جماهير الشعب المصري.

زواج محمد توفيق نسيم

تقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن محمد توفيق نسيم باشا تزوج وهو في الخامسة والعشرين بأجمل سيدات مصر آن ذاك. وحدث أن مرضت زوجته مرضاً شديدًا، ونصح الأطباء زوجته بالمشي كثيراً. ولكن نسيم باشا الشاب المحافظ رفض أن تمشي زوجته في شوارع القاهرة، حتى لو كان المشي هو علاجها الوحيد.

وأضافت حسين، أنه بعد فترة ماتت زوجته فرفض الزواج وعاش على ذكرى زوجته لمدة 42 عاماً مع حماته. حتى وفاتها المنية، فكتبت له كل أملاكها فورث عنها ثروة طائلة. حيث امتلك أكثر من 450 فداناً من الأراضي الزراعية في المنصورة. بالإضافة إلى 16 فداناً وقصرًا في منطقة الأهرام، كما كان يمتلك عمارتين في شارع الأهرام، وقصرا بالحليمة الجديدة. وأوصى بوقف كل أملاكه للجمعيات الخيرية، عدا جزءً صغيراً تركه لسيدتين كان يتولى أمرهما وينفق عليهما.

وأشار إلى أنه في عام 1937، سافر محمد توفيق نسيم باشا إلى فيينا عاصمة النمسا فى رحلة علاجية. وهناك التقى الآنسة ماري هوبنر ذات السبعة عشر ربيعاً، بنت صاحب الفندق الذي كان يقيم به. والتي أظهرت اهتماماً كبيراً به وقامت على خدمته طوال رحلته العلاجية. حتى وقع صاحب المقام الرفيع نسيم باشا ذو السبعة والستون عاماً في هوى الفتاه الصغيرة التي تصغره بحوالي خمسين عاماً. وتقدم لوالدها طالبا الزواج منها فوافق دون تردد.

وتابعت إن الصحف من فيينا، أعلنت عن خطبة الباشا محمد توفيق نسيم لماري النمساوية. ورحب السفير البريطاني وحضرت العروس وأبوها إلى مصر وأقاما في قصر نسيم باشا في انتظار قرار الزواج. ووقعت الواقعة وقامت القيامة حينما وصل الخبر إلى مصر. فكيف لدولة رئيس الوزراء المصري صاحب المقام الرفيع محمد توفيق نسيم باشا أن يتزوج يتلك الفتاة النمساوية الصغيرة التي سحرته. وبخاصة بعد أن قرر تغيير وصيته بالتنازل عن كل أملاكه لمحبوبته بدلاً من وقفها للجمعيات الخيرية.

غضب شعبي في مصر

وأشارت الخبيرة في التراث، إلى أن مصر كلها هاجت وأصبح موضوع تغيير الوصية قضية رأي عام. فكيف تأتي فتاة أجنبية صغيرة السن وتأخذ كل هذه الأراضي والأموال. واستغل إسماعيل صدقي باشا الخصم اللدود هذا الموقف وجمع الوزراء ورؤساء الوزراء السابقين وقرروا جميعا رفع قضية حجر على محمد توفيق نسيم باشا. وبالفعل تم رفع قضية الحجر باسم بعض أقاربه، ونتيجة لذلك قرر المجلس الحسبي التحفظ على أملاكه واختيار خمس أطباء لفحص قواه العقلية. مع صرف نفقة شهرية له بقيمة 400 جنيه مصري.

وأوضحت حسين، أن الأطباء كتبوا في تقريرهم أنه رغم مرض محمد توفيق نسيم باشا. ووجود تعب في قلبه وكبده وشلل خفيف في وجهه. لكن كل هذا لا يؤثر على قواه العقلية، ولا يمنعه من الزواج، ونتيجة لهذا التقرير تم رفض قضية الحجر. وتراجع نسيم باشا عن فكرة الزواج، وقام بفسخ الخطبة، وأعطى الفتاة النمساوية مبلغاً من المال كتعويض عن هذا الزواج الملغي. والمفاجأة أن محمد توفيق نسيم باشا قد مات بعد فسخ الخطبة بشهرين.

وأما خصمه اللدود إسماعيل صدقي رئيس الوزراء والذي تزعم حملة رفع قضية الحجر على نسبم باشا. فقد خبأ له القدر أمرًا لم يخطر على بال أحد، فبعد هذه القضية بسنتين التقى إسماعيل باشا الآنسة سنية هانم خليل. ووقع في حبها وتزوجها رغم أنه كان يكبرها بما يقرب من 40 عاماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى