وطنيات

علي بك السلانكلي.. أنقذ مصر من الحملة الإنجليزية بمساعدة أهل رشيد

أسماء صبحي

كانت العلاقات قد ساءت بين الإنجليز وتركيا، وأرادت إنجلترا ضرب تركيا في مصر لتحقق بذلك هدفان. الأول إذلال تركيا ثم تحقيق أطماعها في مصر، وانتهز الانجليز فرصة الصراع بين الأمير محمد علي والمماليك وضعف الجبهة الداخلية. واتفقوا مع محمد بك الألفي زعيم المماليك علي أن يؤيد الحملة البريطانية في مقابل أن تكفل إنجلترا للمماليك الاستيلاء علي حكومة البلاد. إلا أن الألفي الخائن مات قبل أن تهبط الحملة إلى مصر.

خطة الإنجليز

وتقول علياء داود، الخبيرة في التراث، إن خطة الإنجليز في القتال كانت أن يزحف المماليك إلى القاهرة فيحتلوها وأن يحتل الإنجليز بأسطولهم ثغور مصر. ثم يزحفوا إلى الداخل ويبسطوا أيديهم علي حكومة البلاد مستعينين بصنائعهم من المماليك. وقد تلقى فريزر وهو في الإسكندرية آنذاك تقريراً من قنصل إنجلترا في رشيد عن حالة مصر وما بها من القوات. فأمعن فيه النظر ودرس الموقف ثم اعتزم الزحف إلى رشيد لاحتلالها واتخاذها قاعدة حربية يتزود منها الجيش. ومنها يزحف إلى داخل البلاد، وعهد بهذه المهمة إلى الجنرال ويكوب، ومده بقوة عددها ألفا جندي. وتحرك هذا الركب من الإسكندرية إلى رشيد حتي وصلها في اليوم التالي.

وأضافت داود، أن محافظ رشيد علي بك السلانكلي، كان رجلاً شجاعاً ثاقب النظر يختلف كثيراً في أخلاقه عن أمين أغا حاكم الإسكندرية. وتحت أمرته نحو 700 جندي فعزم على مقاومة الجيش الإنجليزي معتمداً على الله وقوة جنوده ومشاركة أهالي رشيد في الدفاع عن المدينة. وبمعاونة السيد حسن كري، الذي كان أول بطل في معركة رشيد سنة 1807. وهو نقيب الأشراف في رشيد، وقد اتفق مع القائد علي بك السلانكلي على اقتسام المقاومة الشعبية. كما كان على رأس وفد رشيد بعد النصر لاستعراض مظالم الأتراك بعد انخذالهم في المعركة وتركهم النضال لأهل رشيد.

خطة علي بك السلانكلي لهزيمة الإنجليز

وتابعت الخبيرة في التراث: “ولكي يبعث السلانكلي الحمية في نفوس جنوده ويحملهم على الاستبسال في القتال. أمر بإبعاد المراكب المصرية على شاطيء النيل برشيد إلر البر الشرقي للنيل عند قرية برج مغيزل بمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ. حتي لايجد رجال حاميته وسيلة إلى الارتداء إذا حدثتهم أنفسهم بالاستسلام كما سلمت حامية الإسكندرية”.

وأوضحت: “فلما تم نقل جميع المراكب وشعر الجنود والأهالي باقتراب الجيش الإنجليزي. وأن البحر من ورائهم والعدو أمامهم، قويت عزيمتهم على المقاومة للنهاية. وأمر السلانكلي أن تتراجع الحامية إلى داخل المدينة وأن يعتصموا مع الأهالي بالمنازل مستعدين للضرب. وألا يتحركوا إلا عندما تصدر لهم الإشارة بإطلاق النار على العدو”.

هزيمة الإنجليز

واستطردت داود: “تقدم الإنجليز ولما لم يجدوا للمقاومة أثرا خارج المدينة اعتقدوا أن حاميتها قد اعتزمت إخلائها وتسليمها محتذية بما فعله محافظ الإسكندرية. فدخلوا شوارع المدينة مطمئنين وكان قد أعياهم السير في الرمال في الإسكندرية إلى رشيد. وانتشروا في الشوارع والأسواق يرتادون أمكنة يلجئون إليها ويستريحون فيها. ولكنهم ما كادوا يستريحون حتي انطلق نداء الحق من فوق مئذنة سيدي زغلول ((الله أكبر حي علي الجهاد)) بأمر السلانكلي. حتي انطلق الرصاص من كل صوب من الأهالي والحامية في نوافذ المنازل وأسطحها”.

وقالت: “دب الرعب في قلوب جنود الحملة الإنجليزية وسقط الكثيرون منهم صرعى في الشوارع. وقتل( ويكوب) برصاصة، وقتل الكثيرون من ضباطه ولاذ الباقون بالفرار إلى الإسكندرية. وانتهت الحملة بهزيمة الجيش الإنجليزي، وفشلت الحملة كلها وانتصر شعب رشيد الباسل. وقد بلغ عدد القتلى الإنجليز 170 قتيلاً و250 جريحاً و120 أسيراً في يد الرشايدة المصريين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى