الشهيد أحمد حمدي.. ضرب المثل الأعلى في التضحية والفداء

أسماء صبحي 

إنه الشهيد أحمد حمدي الذي أطلق إسمه على نفق قناة السويس بعد الحرب (نفق الشهيد أحمد حمدي). اللواء المهندس الذي ولد 20 مايو 1929 م في المنصورة، وتوفي 14 أكتوبر 1973 م. أي بعد بدء الحرب ببضعة أيام.

إنجازات الشهيد أحمد حمدي

لم تكن فكرة الكباري في حرب أكتوبر أول إنجازاته، ففي العدوان الثلاثي على مصر 1956 م. فجر بنفسه كوبري “الفردان” حتى لا تتمكن قوات العدو من المرور عليه. فأطلق علية زملائه لقب “اليد النقية” لكونه أبطل آلاف الألغام بسرعة ومهارة.

رفض الانسحاب في حرب 1967 م إلا بعد تدمير خطوط المياه في سيناء. حتى لا تقع تحت يد العدو ويشرب ويستفيد منها. كذلك كان صاحب فكرة إقامة نقاط مراقبة على أبراج حديدية على الشاطى الغربي للقناة حيث لم يكن هناك أي وسيلة أخرى.

تولى قيادة لواء المهندسين المنفذ للعمليات بالجيش الثاني الميداني. وعام 1971 م كلف بإعداد لواء كباري كامل جديد خصص لعبور الجيش الثالث الميداني تحت إشرافة المباشر. تم تصنيع الكبارى ولستكمال المعدات، وطور الكباري الروسية لتلائم قناة السويس. وجعل تركيبها يتم في 6 ساعات بدلاً من 74 ساعة، وصمم كبري علوي لحرب أكتوبر لاستخدامه حال فشل قوات الصاعقة في سد فتحات النابلم في القناة.

عندما حانت لحظة الصفر يوم 6 أكتوبر، طلب اللواء من قيادته التحرك شخصياً إلى الخطوط الأمامية. ليشارك أفراده لحظات العمل في تركيب الكباري علي القناة. وتحرك بالفعل إلى القناة واستمر وسط جنوده طوال الليل بلا نوم ولا طعام ولا راحة. ينتقل من معبر إلى آخر حتى اطمأن قلبه إلى بدء تشغيل معظم الكباري والمعابر بعدها صلى ركعتين شكرا لله علي رمال سيناء المحررة.

المصاب والشهيد الوحيد

وفي 14 أكتوبر كان وسط جنودة في إعادة إنشاء كوبري لعبور قوات أخرى لتطوير ودعم المعركة. وأثناء ذالك ظهرت مجموعة من البراطيم متجهة بفعل تيار الماء إلى الجزء الذي تم فرده من الكوبري. معرضةً إياه للخطر فقفز إلى ناقلة على الشاطى وجر البراطيم بنفسه. وعاد ليكمل العمل وقبل الإنتهاء من العمل في الكوبرى أصيب بشظية متطايرة وهو بين جنوده. كانت الإصابه الوحيدة وكان هو المصاب الوحيد فاستشهد البطل وسط جنوده كما كان دائماً.

هكذا ضرب الشهيد المثل الأعلى في التضحية والفداء. إذ استشهد بينما كان يشارك أفراد احد الكباري في عملية إصلاحه.