الطريق الكانوبي.. تعرف على قصة أقدم شارع في العالم
أسماء صبحي
يحمل حالياً اسم شارع فؤاد، وكان اسمه قديما الطريق الكانوبي. يقع في الاسكندرية بمصر، وهو أقدم شارع في العالم، حيث تم إنشاؤه في العصر البطلمي.
وأطلق البطالمة على الشارع اسم “الطريق الكانوبى”، حيث كان مصفوفاً بالأعمدة الرخامية من بدايته وحتى نهايته. كما سمي بعد ذلك بشارع ميناء رشيد، لأنه كان يبدأ من بوابة رشيد في الأسوار العربية القديمة ثم يتجه شرقاً ناحية ضاحية أبى قير.
موقع شارع فؤاد
وقالت أميمة بكر، الخبيرة في التراث، أن شارع فؤاد يقع بمنطقة محطة الرمل. وفي بداية الشارع يوجد حالياً قسم شرطة كان يمثل مركز الحراسة البريطانية الرئيسي بالإسكندرية. والذي كان يجاوره معبد صغير لـ”سيرابيس” مكان نادي “محمد علي”، قصر ثقافة الإبداع حالياً. أكبر نوادى الإسكندرية أوائل القرن التاسع عشر، والذى كان الكاتب والروائي البريطاني أ.م.فورستر عضواً فيه. فقد كان نادي محمد علي ملتقى الجاليات الأجنبية وبالأخص اليونانية التي كانت تقطن المدينة.
وأضافت بكر، أن شارع فؤاد يتقاطع مع شارع النبى دانيال، وهو نفس التقاطع الرئيسي لطرق المدينة القديمة. والذي وضعه المهندس “دينوقراطيس” على الطراز الشطرنجي الشائع في المدن الإغريقية.
وصفه الأسقف “أخيلوس تاتيوس” مؤلف رواية “كليتوفون ولوسيب” عام 400 م قائلاً: “أول شيء لاحظته بدخولى الإسكندرية من بوابة الشمس “بوابة رشيد” هو جمال المدينة. وقد ربط صف من الأعمدة بين طرفيها، وبالتقدم بين هذه الأعمدة، وصلت بمرور الوقت إلى الميدان الذي يحمل اسم الإسكندر. هناك استطعت أن أرى النصف الآخر من المدينة، والذي كان على نفس الدرجة من الجمال. بمجرد رؤيتى للأعمدة الممتدة أمامي، ظهرت أعمدة أخرى مكونة من زوايا حادة مع الأعمدة السابقة”.
شهرة الطريق الكانوبي
وتابعت بكر، إنه في هذا الشارع سكن الشاعر اليوناني كفافيس كما فرض الشارع نفسه في أحد أهم روايات الأدب العالمي وهي “رباعية الإسكندرية”. التي كتب فصولها الروائي الإنجليزى لورانس داريل حيث كان يعمل بالقرب منه.
وأشارت الخبيرة في التراث، إلى أن الشارع شهد إحدى صالات طوسون باشا أول عرض سينمائي في مصر في 15 نوفمبر عام 1896. وتزداد حركة العمران في القرن العشرين وتبرز مجموعة عمارات “عاداه” وهو من التجار اليهود. وكان لهم أنشطة متعددة في الزراعة وأعمال البنوك بالإضافة إلى التجارة.
وأوضحت أنه لم يكن للمصريين وجود ملحوظ في شارع فؤاد، فقد كان الشارع ينتمي للحى اللاتينى الذي كان يعرف بحي التوفيقية. وتعود تسميته بهذا الاسم لأن الخديوي توفيق قد منح المهندس الإيطالى “فيلبو بينى” مهمة تخطيط هذه المنطقة عام ١٨٨٠م.